وجدت نفسها في عالم الألوان، ومنذ ذلك الحين حاولت الفنانة التشكيلية غيثة العلوي إسماعيلي، أن تجمع تلك الألوان لتشكّل منها لوحات فنية، عبر الإبداع والتحليق في سماء الفن التشكيلي، وهذا لم يأت إلا بعد أن طوّرت من نفسها وقدّمت الكثير من اللوحات الفنية التي تعبّر عن مكنونها، كانت الفنانة التشكيلية العلوي منذ الصغر، تعشق الألوان وتترجم الأحاسيس على أوراقها البيضاء، حيث بدأت رسوماتها بخربشات طفولية، لكن سرعان ما تحوّل ذلك إلى التعمق في عالم الفن والرسم، تلقّت تدريبها في الفن التشكيلي على يد أساتذة أكفاء وخلال فترة التدريب استطاعت الحصول على المشعل تقديراً على إبداعها وموهبتها في إنجاز مجموعة من اللوحات الفنية التي رسمتها بألوان زاهية.
عن بدايتها تقول غيثة العلوي إسماعيلي: “ لي أسلوبي الفني الذي يميزني عن الآخرين، فمن الطبيعة والجمال أستقي أفكار لوحاتي واعتمد على نقل شعوري بأسلوب لوني خاص في معظمها، فمن خلال تلك اللوحات التي تبدع أناملي برسمها أحاول أن أرسم لنفسي وأرضي طموحي، ومنذ الصغر وأنا أبحث عما أريد وما لا أريد، حيث كانت عيني تراقب وترصد كل اللوحات الفنية التي تلفت انتباهي في كل تنقلاتي وزياراتي للمعارض، ومن هنا كانت الإنطلاقة الحقيقية تجاه عالم الفن الجميل.
وتضيف غيثة : الرسم بالنسبة لي متعة لا تنتهي، وبمجرد أن أمسك ريشتي أتمنى أن أصل للعالمية، وأن أُكوِّن عالمي الخاص وأسلوبي الخاص لفني وأفكاري، فأنا لا أتبع نهج مدرسة معينة، إنما أتبع مدرسة أفكاري”، فالألوان هي ما تتميّز بها لوحاتي، فأنا أرسم ألوان الفرح والبهجة والمحبة في أعمالي وأنقل صورة للمتلقي عن الوجه المشرق والجميل من حياتنا، فألوان الربيع، أينما كانت في العالم هي ألوان فرح وسرور ومحبة، هكذا أوظف الألوان الأولية الفاتحة في أعمالي لتعكس ما أراه في الغد، كما تتيح لي وبشكل لا محدود التعبير عن نفسي وعما يجول بخاطري، وأشعر أنني أكتب موضوعاً بلغة ملونة وليس فقط مجرد تشكيل أو تفريغ لشحنة قد تأتي مزخرفة، والغاية من ذلك هو رسم صورة حقيقية لما أحس به، كما أحاول تجسيد مواضيع مهمة في لوحاتي هذا هو الأساس الذي دفعني لإظهار أفكاري ولعل الريشة تغني حياتي وتجربتي، فالفنان هو كائن يتأثر بما يحيط به، وهو يؤثر في المحيط أيضاً، وأنا أخضع لهذه القناعة، لذلك أقوم بترجمة ما يمكنني من خلال لوحة فنية، ولا يتوقف الأمر عند نقل الواقع فقد أقوم بعمل لوحة يكون موضوعها واقعياً.
الفنانة غيثة العلوي، زاوجت بين مفهومي العقلي والحسي ووظفتهما على نحو متقن، وهذه سمة بارزة عند الفنان، تظل لوحاتها تجسيداً جمالياً له خصوصياته، ومن شأنها بذلك أن تساهم في إثراء مسار الحركة التشكيلية المغربية في المستقبل.
هكذا حلّقت اللوحة بالفنانة التشكيلية غيثة العلوي، إلى أماكن مختلفة وإلى فضاءات أخرى، فاللوحة بالنسبة إليها تحمل في طيّاتها الكثير من الحب، فهي ميدان للفن والجمال واكتشاف اللون، وتساعد في خلق مساحات واسعة للخيال والأفكار.
وتتقدم غيثة العلوي بالشكر لكل من شجعها ودعمها بنصيحة أو بابتسامة جعلتها تمضي وتجتهد في مسار الفن الراقي، فالفن بالنسبة لها هو جزء من الحياة، فعندما يرسم الفنان ويبدع تصل رسالته بشكل صحيح إلى الجميع لأنه الرسم تعبير داخلي وكتلة إحساس هادئ يوصلها الفنان للمتذوق.
المجلة غير مسؤولة عن الآراء و الاتجاهات الواردة في المقالات المنشورة