عنوان "كفى " يحمل الكثير من المعاني ،صرخة تطلقها المرأة المعنفة ، صرخة من زوجة تتعرض للعنف النفسي والجسدي من زوجها كل يوم بالضرب والتجريح النفسي بسبب وبدون سبب لمجرد ان شيئا لم يرق له ، وفق مزاجيته المفرطة في تعامله معها ،يحاسبها على كلماتها إذا صرخت وقالت كفى بألم ،ما ذنبها إذا لم تعجيه طريقة طهيها للطعام ،أو إرتدائها ملابسها أو أسلوب حياتها بالبيت ،يظلمها بشكوكه الدائمة حولها ،يرفع صوته عليها يضربها كالعبيد إذا بدر عنها سلوك غير مقصود عفوي ، ، قد يحرمها من حضانة أولادها الأطفال ويقذف بها أرضا كدمية إنتهى من اللعب بها ،وغير ذلك من الأساليب التي تمس شعورها وتدمرها نفسيا وجسديا ، دون أن يقول لها كلمة شكر على ما تقدمه له من خدمات لإرضاء غروره الذكوري التسلطي ،وهي صابرة ولم يقارنها بنساء المجتمع المخملي اللواتي لديهن خادمات يطهين الطعام المقزز ولا يعترض الرجل عليهن ،لمجرد إرضاء زوجته وتلبية رغباتها في حين أن مثل تلك المرأة المعنفة كثيرات في مجتمعناالعربي ممن يكممن أفواههن دون صرخة يسمعها هذا النوع من الرجال دون أن يؤمن بحقوق المرأة ولا يفكر بحماية المرأة من أمثاله ،هذه المراة ومثلها كثيرات يصمتن إزاء ما يجري معهن من ممارسات عنيفة من هذا الرجل كغيره ، وقد يكون العنف ممارسا على الأنثى في منزل أبيها بتسلطه عليها وإجبارها على ممارسة أشياء خاصة بها ترفضها خاصة بمصيرها مثل إختيار شريك العمر أو إختيار منهجا دراسيا يحدد مسار مستقبلها ،كثيرات من النساء المعنفات يلذن بالصمت إزاء قانون غير منصف لهن فإذا لجأت للسلطات تكتفي الشرطة بتوقيعه على تعهد لا يكرر ضربها ،بعض الدول مثل السعودية فرضت 50ألف غرامة إذا أقدم زوج على ضرب زوجته ،لكن "سي السيد" لا يقبل ويكرر فعلته وقد يمارس معها كافة السلوكيات الشاذة ليجبرها على أن تعيش وفق أهواءه ،وقلة من النساء المحظوظات اللواتي يعشن مع رجال منصفين في إعطاءهن الحرية بالعيش بسلام على وتيرة هانئة بعيدة عن العنف والإرهاب النفسي والجحود لدورها في المجتمع ،قلة من المجتمعات في وطننا العربي من يعامل المرأة بما يناسب رهافة حسها ورقتها وحرصها على العطاء الذي لا ينضب لأسرتها ولمن حولها ،وبالرغم من الحملات النسائية التي تقوم بها بعض المؤسسات الإجتماعية مثل حملة كفى بلبنان لم تشكل ردعا للرجل ،و حري بنا كنساء أن نصرخ بصوت عال ونقول "كفى" إزاء هذه الممارسات ،ولماذا تتنازل المرأة وتصمت؟؟ و تتحمل فوق طاقتها ،كثيرات يملكن الجرأة فيلجأن للمحاكم لإنصافهن ويطلبن التفريق عن أزواجهن ويتعرضن للإذلال لرؤية أطفالهن أو الإنفاق عليهن ،بالرغم ما منحها إياه المشرع الرباني لتعامل المرأة بعدل وأسلوب راق يليق بأنوثتها دون النظر إليها كسلعة للتجارة والتسويق الإعلاني البخس الذي يقلل من شأنها كثيرات من النساء يتحدين ليحققن ما رسمنه لحياتهن بعد رحلة شقاء ،وقد تملك حريتها بعد صراع كبير مع زوج متعنت لا يريد أن يطلقها بحجة الحب الأناني ، وكي لا يراها مع غيره لأسباب واهية تقتلها نفسيا وتحد من حريتها في ظل شعورها بالإضطهاد والظلم من بعض الرجال المعنفين هنا نقول آن الآوان أن تصرخ وتقول "كفى "لتعيش آمنة بمملكتها الخاصة دون مناكفات الرجل الذي يشعر بالنقص إزاء تفوقها عنه بالإنجاب للأطفال وإعداد قادة المجتمع ،علينا جميعا أن نقف بوجه الرجل ونقف لجانب بعض النسوة ونؤيد صرختهن العالية بقول كفاك عنفا يا رجل!! فما خلقت المراة للتحجيم والقمع بل خلقت لتكون منتجة وأكثر تصميما منك على البناء لا هدم الأحلام عليك يا رجل أن تؤمن أنها السبب في ترتيب حياتك وتربية أولادك وبناء مستقبل واعد لهم كأفراد منتجين فاعلين في المجتمع.