الارشيف / عالم المرأة / أخبار المرأة

ماذا يريد الموظف؟

  • 1/2
  • 2/2

شغل علماء العلوم الإدارية والموارد البشرية في العالم على امتداد سنوات طويلة وحتى اليوم في الحديث عن الكيفية التي يتم من خلالها تنمية قدرات الموظفين ومهاراتهم في أعمالهم، حتى يتمكنوا من الإنتاجية في بيئة عمل صحية وسليمة، وتعددت النظريات والبحوث ودراسات قياس الرأي في هذا المجال، حتى وصلت إلى درجة الاختلاف والتباين، وظهرت تبعاً لهذا مدارس متنوعة البعض منها يدعو إلى التدقيق والمتابعة الصارمة للموظفين والتعامل معهم وفق آليات محددة وضوابط قانونية واضحة. وهم يبررون هذا التوجه بأن الموظف أو العامل يتقاضى أجراً أسبوعياً أو شهرياً بناء على موافقته على تقديم خدماته وخبراته للمنشأة وفق ساعات وزمن معلوم للطرفين، وبالتالي فإن المنشأة التي تتساهل لن تجد من الموظف أي تساهل في قضية الأجر.
هناك مدرسة تدعو إلى بناء علاقة إنسانية محملة بمفاهيم التعاون والاحترام والتقدير بين المنشأة والعاملين فيها، ويبرر أصحاب هذه النظرية هذا التوجه بأنه هو الأكثر إنتاجية، فمتى شعر الموظف بأنه في بيئة عمل تحترمه وهو شريك لا أجير، فإنه سيبدع ويكون الدافع الشخصي هو الرافد لإنجاحه وتفوقه، وبالتالي تميز ونجاح المنشأة التي يعمل فيها.
الدكتور جاك ميتشل، الذي وضع كتباً عدة في مجال الموارد البشرية والقوى العاملة تحدث في كتاب له عن خمس طرق مبتكرة للتعامل مع الموظفين وتحقيق نتائج مبهرة، وهي: كن لطيفاً، الثقة، الفخر، الانضمام، والاعتراف بجهود العاملين. ثم أخذ في شرح كل واحد من هذه الطرق.
فالعنصر الأول أن تكون لطيفاً: المتتبع لكبريات الشركات الناجحة يجد أنها تعامل الموظفين معاملة حسنة، وتوفر لهم ميزات لا يجدونها في مكان آخر، ما يحفزهم للعمل بأقصى ما لديهم. وهنا تأتي أهمية اختيار الموظفين في المقام الأول بحيث يكونون مستحقين لهذه المعاملة الحسنة.
ثانياً، الثقة: يجب أن يعرف الموظفون أن الشركة تعتبرهم بشراً قبل كل شيء، ولذلك فإن بعض الأخطاء البسيطة من وقت لآخر لا تعني نهاية العالم، فهذه هي أفضل الطرق لبث الثقة في الشركة.
أما الثالث فهو الفخر: هناك بعض الطرق التي قد تسهم في شعور الموظفين بالفخر بشركتهم ومنها: وجود رسالة مميزة للشركة، وتوفير مكان عمل نظيف وجذاب، وتوافر المنتجات التكنولوجية الحديثة سهلة الاستخدام، وإتاحة فرص التعليم والتدريب للموظفين.
ونصل إلى العنصر الرابع وهو الانضمام: يجب أن يشعر الموظفون بانضمامهم إلى الشركة، فلا تكون هناك فعاليات خاصة بالشركة لا يشاركون فيها، وأن توجه إليهم الدعوة دائماً لعرض آرائهم ومقترحاتهم وشكاواهم إن وجدت.
وأخيراً وخامساً الاعتراف بجهود العاملين: ويكون هذا الاعتراف مادياً ومعنوياً، فيجب تقديرهم بإعطائهم الرواتب التي يستحقونها والتي تتناسب مع الكفاءات والمهارات والمؤهلات والخبرة. كذلك يجب ألا ننسى الحوافز والمكافآت لمن يتميز منهم في أدائه.
أعتقد وببساطة أن لكلٍّ حقوقاً وعليه واجبات وأقصد العاملين أو المنشأة أياً كان نوعها. وهذه الحقوق والواجبات منوط بالأنظمة والقوانين تنظيمها، لكنني دوماً أجزم بأن العامل المجد الذي يطور من مهاراته وثقافته وينمي قدراته الإنتاجية في مجال تخصصه سيجد دوماً مواقع العمل مفتوحة أمامه.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى