كان لي حوار مع الدكتور فهد التخيفي وهو وكيل وزارة العمل للبرامج الخاصة، ولديه ملف توظيف المرأة، ودار حوار طويل مع الدكتور فهد بهذا الجانب، وبحكم اهتمامي واطلاعي سابقا بكل ما يتعلق بظروف عمل المرأة "الصعبة" وصلنا إلى أن هناك مصاعب يمكن حلها من خلال قرارات وبرامج ومنهجية محددة تعمل الوزارة عليها مثل "النقل – بيئة العمل – الأجور" وغيرها، وهذا بطور الحل والحلحة من وزارة العمل بالتعاون مع جهات حكومية أخرى كل بما يخصه، وأيضاً بالتعاون مع التجار أصحاب الشأن. ولكن ما ليس له حل مباشر أو بقرار هو "المجتمع" فهو ليس فقط رافض، بل بعضهم ولا نعمم "مقاوم" لعمل المرأة وهذا يحتاج جهدا كبيرا ومضاعفا بأهمية إبراز دور وأهمية عمل المرأة وأنه اصبح "حقاً من حقوقها وضرورة لها" فالبطالة التي تتجاوز مليون مرأة وبنسب تفوق 30% كما أكدها لي الدكتور فهد، تعني أننا امام مشكلة كبيرة، ولكن الوزارة تحل ونجحت في "السيطرة" الآن على الأقل بعدم نمو البطالة، والحلول تأتي تباعاً، ولكن يجب أن يكون هناك دور مجتمعي يساند ذلك لعمل المرأة، ونبتعد عن حساسية "الكرامة" فكل الأعمال لها قيمتها وكرامتها ولا نحقر عملا، وهن بناتنا وزوجات وأخوات لنا، وديننا الإسلامي يحمي ويصون المرأة لدينا في بلاد إسلامية ولله الحمد وتطبق شريعتها، فلا يجب أن نتصور أن كل تغيير وقرار هو سلبي.
من واجب اصحاب الرأي والفكر كل في مجاله، أن يدعم عمل المرأة، وكلها وفق قبول المجتمع شرعا ومجتمعيا، فلا توجد أعمال ولله الحمد مخلة بأي شيء، ويجب أن نتجاوز هذه الحساسية مع وفرة الشروط والمتطلبات التي تحمي المرأة كعمل، ومجتمعياً يجب أن لا ينزع دورها كزوجة أو تعيش مع أسرتها ويجب أن تتواءم مع أسرتها ولا تصبح بمعزل عن كل ذلك، ونحن الآن بطور التغيير أي عمل المرأة الذي لم يستوعبه الكثير، ولكن يجب ان يعرف الجميع أن عمل المرأة هو شرف لها بكسب المال وتحقيق الطموحات والأهداف لها سواء عاملة صغيرة أو سيدة أعمال، ولها كامل الحقوق، والبطالة يعرف ويدرك الجميع أي مساوئ تتركها وتتسبب بها، وأيضاً طاقة عمل معطلة بأكثر من مليون مرأة في بلاد نحن بأمس الحاجة لها. يجب أن نكمل جهود وزارة العمل ونشجع عمل المرأة فهذه لها آثار اجتماعية واقتصادية لا حدود لها، وأن نكون عوناً مع وزارة العمل، ونبدي الملاحظات وهم يسمعون ومتجاوبون جداً لأي ملاحظة، والرفض للرفض هذا انتهى زمنه في زمن نحتاج كل ابن من أبناء هذه البلاد يساهم ببنائه.
أتمنى أن يكون لدينا دور كبير وأكبر للمرأة في العمل لدينا، بما لا يخالف ديننا أولاًً وأن يكون لها دور رافد ومساهم، وهي تشتهر الآن بأنها أكثر التزاماً وجودة في العمل وانضباطا من كثير من الرجال وهذا من واقع ما أسمع من شركات يعمل بها نساء ولعل السبب أنها تعيش تحديا وظروفا اصعب للعمل، وتعمل على إثبات نفسها، وهي أكثر إتقاناً وكفاءة أيضاً بحالات كثيرة وأثبتت نفسها المرأة السعودية، فقط اعطوها الفرصة والدعم والتشجيع والتحفيز، وهن بأحوج ما يكون لذلك، ولن نبخل به فكل ذلك سيصب بمصلحة الجميع وأولهم وطننا جميعاً.