الارشيف / عالم المرأة / أخبار المرأة

لحظات عابرة

  • 1/2
  • 2/2

اللحظة الأولى: هو شاب في مقتبل العمر من أبناء البلد .. ألتقية بين فينة وأخرى ، إلا أن حاله في الأيام الأخيرة لم تسرني فسألته : ما بك ..؟ حاول أن يتهرب من البوح بما هو فيه .. ألححت عليه بالسؤال علي أساعده .. نظرت إليه .. حاصرته بنظراتي حتى شرع في اعترافاته .. حكى لي بأنها هي .. سألته: من هي..؟ قال ألم ترها وأنت معي اليوم في مطعم الشركة ..؟ تذكرتها فابتسمت .. قال: هي من أسرته وسيطرت على كيانه .. اعترف بأنه كان يرقبها منذ فترة ، وتحديدا منذ مقابلة قبولها في العمل من بين عشرات المتقدمات من مختلف الجنسيات .. وصفها بأنها رقيقة في تصرفاتها ،خلوقة في تعاملها،أنيقة في مظهرها،هذه هي عادتها وحالها في أيام الله السالفة،ولكن هذا اليوم ألم تراها ..؟ فهي أكثر رقة وجاذبية بالرغم من بساطة مظهرها وماكياجها .. ألا تبدو كزهرة متفتحة قطفت من حديقة ورد ربيعي وغرست في غابة شوك خريفي .. قلت له : فعلا هي كذلك ..! قال : رمقها بنظرات مسروقة ووجلة .. لمح خلالها ما أسر ألباب أفكاره فلم يملك إلا أن اعترف موقناً بأنها جذابة وساحرة بدون سحر أو طقوس سحر لاستحواذ المشاعر .. وصف الجو بأنه لطيف إلا أنها ألطف .. تمنى أن يحالفه الحظ بالهيام معها في أحضان ذلك الطقس الرقراق،متجاوزا كل قيود الواقع وعوائق العادات والتقاليد .. هذا ما تمنى ولكن \"ما كل ما يتمنى المرء يدركه.. تجري الرياح بما لا تشتهي النفوس!\" لحظة ثانية : حكى لي : بأنه في مساء ليلة أخرى شاءت ظروف العمل أن تعود لمقر الشركة ضمن أخريات وآخرين لإنجاز بعض الأعمال المتراكمة،فعادت مرتدية رداءً أبدع تفصيله فأظهر قامتها وقوامها الممشوق .. رآها صاحبنا في ممر المكان،تسير نحوه بخطواتها المتناغمة مع وقع كعب حذائها وابتسامة شفتيها الرقيقتين .. لحظتها خالها حورية خرجت من فردوسها إليه .. بل إلى هذه الدنيا التعسة .. لمحها بنظرات أكثر جرأة من قبل .. طلتها البهية أوقفته متسمرا في مكانه فعجز عن الحركة قيد أنملة .. أجزم حينها بأنها تأسر الأجساد كما تأسر القلوب.. قال : اتجهت إلى آخر مكتب على يسارها في الممر فاتبعها نظراته .. لمح جميع من حولها في المكاتب المجاورة ينظرون إليها بنظرات متفاوتة،فمعشر الذكور من هو مغرم .. وآخر معجب .. وثالث محب وعاشق لها ،أما بنات جنسها لا شك بأن نظراتهن تملاها الغيرة الأنثوية .. كادت نظراتهم جميعا تغيظه وتمنى لو أنه استطاع إبعادها عن أنظارهم أو يسدل ستاراً يحجبها عنهم .. أخفتها عنه جدران ذلك المكتب اللعين .. فاحتار هل يعود إلى مكتبه الكئيب أم يواصل مشواره عله يحظى بلمحة أخرى .. بقي مترددا فيما ينبغي عمله. لحظة ثالثة : فوجئ صاحبنا بدخولها بعد غياب دام بضعة أسابيع في أحد بلدان أوروبا ،كانت تلك الأسابيع في حسابات انتظاره لعودتها بضعة شهور .. رآها ورأى اشراقة وجهها البهي ..لمح ابتسامتها .. فغيابها في رحلة أجبرتها الظروف على القيام بها زاد من جمالها العربي رونقاً إفرنجيا جعل طلتها على صاحبنا كبروز بدر في ليلة اكتماله .. استطاع أن ينظر إلى ما تبقى من قسمات وجهها وجسدها الممشوق المغطى بفستان تركوازي اللون والمفصل على جسدها الأخاذ .. لم يعتد التركيز على تلك التفاصيل في لبس النساء ،إلا أن ذلك الفستان لفت انتباهه \" لونه .. تفصيله .. خياطته المنتقاة أناقته من أحدث بيوت الأزياء الغربية ..\" بقي مشدوهاً معترفاً بأنها فعلا فاتنة .. مع تكرار مواقف التقائه بها في الممرات أو في اجتماعات الشركة،بدأ ينتابه شعوراً جارفا نحوها .. لماذا لا تكون فتاة أحلامه .. بالرغم من عدم ارتدائها الحجاب ،إلا أنها تمتلك من الأخلاق وحسن التصرف والمعاملة وكفاءة العمل ما يفوق العديد من قريناتها .. تسائل هل ينفذ ما بدأ يفكر فيه..؟ تذكر بان عراقيل ستقف أمام تحقيق حلمه .. أعباء المهر ومصاريف الزفاف .. بل تذكر منافسة أهل الجاه والمال له .. وعوائق العادات التي لا تحبذ الزواج من خارج بلده ،ولو كانت من بلد شقيق .. بل دار في ذهنه السؤال الأهم : هل هي ستقبل الارتباط به .. ألن تفاضل بينه وبين من هم في موقع وظيفي ومالي ارفع .. لا شك أن أحدهم قد فكر فيها؟ أسئلة كثيرة وجهها إلى نفسه لم يجد لها جواباً يساعده ويدفعه لاتخاذ القرار.. أجبته ما دمت متيما هكذا .. أدرس الأمر وقرر وتحمل تعبات قرارك يا صديقي ..!

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى