الارشيف / عالم المرأة / أخبار المرأة

الرجل الذى فقدته!!

  • 1/2
  • 2/2

... أراقب.. أتابع وأرصد منذ فترة طويلة أحوال المرأة العالمية والمرأة المصرية بصفة خاصة.. ليس نتيجة لهذا الاهتمام المفاجئ الذى نالته أخيرا بعد أن التفتت اليها الأنظار لامكانية قدراتها الفعالة فى انقاذ وتفعيل حدث مهم فى تاريخ البلاد!! بل أرصدها منذ فترة طويلة قبل ثورة يناير، بل وقبل ذلك أيضا بفترة كبيرة، وذلك عندما كانت قضيتها تدخل ضمن نطاق اهتماماتى أثناء فترة ما فى تاريخ عملى الصحفى..
كنت أرصد كل الجهود التى كانت تبذل من أجل الارتقاء بها.. تفعيل دورها فى المجتمع.. مشاركتها السياسية.. حصولها على حقوقها.. مساوتها مع الرجل.. حقها فى عدم التمييز.. نبذ العنف عنها بكل اشكاله وأنواعه الجسدية والمعنوية.. تشجيعها من أجل الحصول على استقلالها الاقتصادى.. إلى حقها فى التعليم والزواج والطلاق والانجاب، وغير ذلك من القضايا الملحة والهامة التى تعلم أى أمة أنها من المستحيل أن تنهض إلا إذا كان للمرأة دور يتساوى مع الدور الذى يقوم به الرجل... بل كما أثبتت التجارب والأيام استغلال امكانات وطاقات لديها تفوق ما يستطيع الرجل القيام به!!.
ومع ذلك وبالرغم من كل هذه الجهود التى باتت لعقود من الزمان وبالرغم من النجاح فى الحصول على مكتسبات كثيرة تمثلت فى سن قوانين جديدة لها إلى اتفاقيات دولية لرعياتها وحمايتها إلى... إلى... إلى... كنت لا أشعر أنها لديها هذه الإيجابية المفعمة بالطموح والأمل للعمل من أجل غد أفضل.. كان هناك دائما هذا (الشىء)!!! ـ الرجل ـ الذى يعنى ويشكل لها كل حالها وكيانها بل وبقائها... كان رضاؤه وخدمته وأولوياته تأتى فى المقام الأول، بحكم التقاليد والأعراف.. الدين والطبيعة الإنسانية.. لم تحركها كثيرا هذه المكتسبات... كان (هو) ثم هو... ببطشه.. بقرفه.. بمروءته.. بلطفه.. برجولته.. بــ..... إلخ كان (هو)...
وضع الرجل البطيخة الصيفى كما يقول المثل الشعبى واستسلم لهذه (الهبة).. وبدلا من إن يكمل المشوار، كما بدأه وكما رسمته له الحياة... بدأ يتخاذل ويتراجع و(يدلع) ويرمى بحمله أكثر فأكثر على المرأة... وبدأ خوفه وغيرته من مكتسباتها تهدد صورته.. بل وأحيانا تفضح لدى البعض منهم جوهره الواهى.. كل ذلك فقده بنفسه.. برضائه.. بسيكولوجيته... فما كان على المرأة إلا أن تخرج وتمارس دورها ودوره فى كل أوجه الحياة.. أما هو، فجلس مستسلما.. لا يبالى.. (مش فارق معاه)!!.
وهكذا كان كفاحها.. من أجل البقاء... ونضالها من أجل حياتها وأطفالها... مغلوبة على أمرها... بس (أدها وأدوود)!!
ومع كل ذلك.. لم يدرك الرجل أن المرأة.. هى المرأة.. وأن هذا الكفاح لا يعنى أنها لا تشتاق إلى صورة الرجل الذى فقدته من زمن... إلى هذا (الماتشو)... إلى هذا الفارس.. فارس الأحلام.. الذى يحقق لها الأمان والاستقرار ـ صفتان تحيا من أجلهما أى امرأة!! وهكذا استمر الحال... وبقى هذا الاشتياق مخزونا فى وجدانها حتى حانت الفرصة.. وجاءت اللحظة واكتشفت أن هذا الفارس.. هذا الرجل الذى اشتاقت لوجوده طويلا مازال موجودا.. قليل منه صحيح... ولكنه موجود.
هذه هى رؤيتى.. وهذا هو انطباعى وتحليلى البسيط لهذه الحالة التى انتابت المرأة بكل هذا الاندفاع، وهذا العطاء، وهذا الحب وهذه العاطفة، وهذا الجهد والاخلاص وهذه (الجدعنة) وهذه القبلات والزغاريد والرقص، وكل هذه التعبيرات التى أخرجتها المرأة بعفوية، مرحبة برجل جاء ليس فقط لينقذ بلادها من دمار، بل يؤكد لها عودة الصورة الذكورية للرجل الذى فقدته.. الذى لم يعد له هذه المكانة التى عرفتها عنه من قبل.. وهكذا كان رد الفعل.. صرخة من الأعماق (هذا هو الرجل الذى عرفته بلادى من قبل هذا هو الفارس الذى سيحقق حلم الأمان والاستقرار).
ومعذرة إذا كان كلامى قد لا يتفق معك أو معها.. ولكنها رؤيتى.. أعرضها من احساسى وواقعى الإنسانى الثاقب فى أعماق المرأة المصرية..
فيا سيدى... هى مازالت تبحث مرة أخرى عنك.. فقم من مكانك.. مد لها يدك.. كما فعلت من قبل.. أعيد لها صورتك التى أحبتك من أجلها.. وأنتظر لترى ماذا ستقدم لك ولوطنك..!!
قد تكون ملحمة يذكرها لها التاريح

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى