الارشيف / عالم المرأة / أخبار المرأة

عمل المرأة .. ومعايير بيئة عمل آمنة

  • 1/2
  • 2/2

تظل بيئة العمل من أهم عوامل جذب الموظفين والمحافظة عليهم، لذلك اهتمت بها مؤلفات إدارة الأعمال والموارد البشرية، ويعمل كثير من المؤسسات حول العالم على تطوير أدواتها في ذلك، من خلال توفير أفضل الأدوات والأجهزة المساعدة والتجهيزات التي تحقق للموظف مستوى أعلى من الرضا الوظيفي، وهو الأمر الذي ينعكس حتما على الأداء. ولقد شهد مفهوم تطوير بيئة العمل في المملكة كثيرا من التطور خلال العقد الأول من هذا القرن، أصبحت الجهات المختلفة تتسابق على تحسين بيئة الأعمال، ذلك أنها أدركت تماما أن المحافظة على الموظف تحتاج إلى تطوير بيئة العمل وتحسينها، خاصة بعد أن نما سوق المال بشكل جوهري وظهرت شركات منافسة عملاقة تنافس للحصول على موظف كفء وتقدم له كثيرا من المزايا، أصبح أقلها بيئة عمل متطورة متميزة. ولكن قضية بيئة العمل أخذت بعدا آخر مع ظهور المرأة السعودية في الميدان وخاصة الأسواق والمحال التجارية، وبعد أن كنا نتحدث عن بيئة عمل جاذبة من ناحية الأدوات والتجهيزات، دخل مفهوم الأمان في بيئة العمل كعنصر حاسم في عملية التقييم. وهذا البعد الجديد وضع مشروع عمل المرأة كله على المحك، ما لم يمارس ضغط حقيقي على أصحاب الأعمال لتوفير مستوى عال من الأمان للفتاة السعودية داخل الأسواق والمحال التجارية.
وإذا كانت إحصاءات وزارة العمل دقيقة وأنه تم توظيف نحو 65 ألف امرأة سعودية، وتأنيث أكثر من 13100 محل بيع مستلزمات نسائية في مختلف مدن ومحافظات المملكة في المرحلتين الأولى والثانية، وأن جميع هؤلاء الفتيات يعملن في الأسواق يوميا، فإننا أمام تحد ضخم لتوفير بيئة عمل مناسبة وآمنة كعنصر لازم للاستمرار في هذا النجاح، أو سنعود مرة أخرى للمربع الأول. وما يشفع للوزارة اليوم أنها تضع بيئة العمل الآمنة للمرأة كقضية ذات أولوية عالية في هذه المرحلة، ولذلك جاءت تصريحات الوكيل المساعد مؤكدة لكل هذا الطرح، وأن الوزارة تدرك أن أهم عامل لنجاح عمل المرأة السعودية في محال بيع المستلزمات النسائية هو الأمان الذي لن يتوافر ما لم تمارس الوزارة متابعة وتفتيشا مستمرا لضمان توفير ذلك.
وبرغم أن اهتمام الوزارة بهذا الجانب هو أمر إيجابي بلا شك، بل هو حجر الزاوية في هذا الطرح إلا أن الحديث عن ذلك ليس كافيا، بل يجب أن تتوافر معايير لتلك البيئة الآمنة، فالمفهوم العام عن البيئة الآمنة وعن التفتيش وعن فرض الأمر لن يجدي إذا لم يكن لدى المحال التجارية معايير واضحة لما يجب أن يكون عليه الأمر حتى يمكن القول إن لدى المحل بيئة آمنة، ليس هذا فحسب بل إن تلك المعايير يجب أن تتضمن تصنيفات واضحة لجميع المؤسسات والشركات بمختلف أنواعها وأحجامها التي تريد أن توظف المرأة السعودية، تخلق بيئة تنافسية عالية لتوظيف المرأة من خلال بيئة العمل.
ويجب ألا يعتقد أحدهم أن هذا الأمر سيتسبب في تكاليف عالية إضافية على المؤسسات، ذلك أنه إذا تحققت المنافسة على بيئة العمل، أصبح على الشركات الأقل مستوى في هذا المجال أن تدفع رواتب أعلى للمحافظة على الموظفات، بينما المؤسسات التي توفر مثل هذه البيئة قد تحافظ على العاملات لديها، بل تجذب عاملات أخريات براتب أقل من غيرها، ذلك أن الأسرة السعودية تضع عامل الأمان أعلى من الراتب.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى