الارشيف / عالم المرأة / أخبار المرأة

الكركم بهار مضاد للسرطان

  • 1/2
  • 2/2

في الكركم  فوائد يجهلها الكثيرون
ربما يوجد لديك في خزانة مطبخك مجموعة من التوابل التي لا تعلم عنها شيئا, و قد يساهم جهلك هذا لخصائصها في إهمالها أو سوء استخدامها, و بالتالي قد يكون في ذلك سببا لحرمانك من فوائدها. ولعل ما جعلنا نتطرق هذا الأسبوع لأهمية بعض التوابل المنسية, هو يقيننا بمدى استعداد القارئ الكريم لإحياء العادات الغذائية القديمة, وعيا منه بأهميتها, غير متهاون في استخدام السبل البسيطة و الغير مكلفة و القادرة في الوقت ذاته على حمايته و درء الأمراض عنه.
بدايتنا ستكون مع أقوى التوابل و أكثرها فائدة للجسد ;إنه الكركم, أو الخرقوم البلدي ,أو الخرقوم عرق, أو زعفران الهند . إن هذا البهار ,للأسف, غير معروف لدى معظم الناس , في حين يحصر البعض الآخر دوره في إضفاء اللون و النكهة على الطعام, غير أن الأمر ليس كذلك بالنسبة لسكان المناطق التي تكثر فيها زراعته مثل الهند و أندونيسيا, حيث يعمد أهل هذه البلدان إلى رشه فوق كل شيء  حتى أجسادهم ! كما يستخدمونه في صبغ الملابس و لتحفيز إدرار الحليب و لاستعمالات أخرى عديدة و متنوعة... و لقد استُخدم الكركم كذلك في الطب  العربي والصيني القديم, لدوره في تنقية الجسم وعلاج العديد من اضطراباته , كاضطرابات الجهاز الهضمي والتهاب المفاصل والتعفنات وأمراض الكبد ...في حين أصبح محل العديد من الأبحاث و الدراسات الحديثة, خصوصا بعد أن تبين مدى قدرته الكبيرة على وقاية الجسم من الالتهابات و الأمراض السرطانية.
فما هو السر يا ترى وراء الاهتمام الذي يوليه العلماء لهذه المادة البسيطة الصفراء التي لا تتعدى كونها-حسب البعض- مجرد جدور متيبسة مطحونة؟
 الدراسات و الأبحاث تبين قوة نبات الكركم في التصدي للأمراض السرطانية
توقفنا في العدد السابق عند السؤال الآتي :ما هو السر وراء الاهتمام الذي يوليه العلماء لهذه المادة البسيطة الصفراء التي لا تتعدى كونها-حسب البعض- مجرد جدور متيبسة مطحونة؟ و للإجابة عن ذلك نستعرض مجموعة من الدراسات و الأبحاث التي تبين قوة الكركم في التصدي للأمراض السرطانية.
-    لنلقي نظرة مقارنة في احصائيات الإصابة بمجموعة من الأمراض السرطانية بين الولايات المتحدة الأمريكية و الهند (أكبر بلد منتج و مستهلك للكركم) للفترة ما بين عامي 1983 و 1987 ; بين كل مائة ألف شخص 67,8 من الرجال في الولايات المتحدة يصابون بسرطان البروستاتا مقابل 6,9 من الرجال في الهند, 98,2 من النساء الأمريكيات يصبن بسرطان الثدي مقابل 24,6 من النساء في الهند, 79,5 من الأشخاص يصابون بسرطان القولون في الولايات المتحدة مقابل 11,4 مصاب في الهند, 94,2 من الأشخاص يعانون من سرطان الرئة في الولايات المتحدة مقارنة ب17 فقط في الهند.
-    بين التحليل المخبري لقوة الكركمين (المادة الفعالة في الكركم)على الحيوانات, أنه فعال في الوقاية وفي علاج العديد من الأمراض السرطانية, بما في ذلك سرطان المعدة ,و الأمعاء ,و القولون, والجلد ,والكبد …فهو قادر على كبح نمو العديد من الأورام السرطانية, وذلك بالعمل على إيقاف المراحل الضرورية لحياة الخلية السرطانية مما يؤدي إلى قتلها.
-    يظهر دور الكركم الكبير في الوقاية من سرطان القولون , كون الكركمين يخفض مستوى أنزيم يدعى السيكلوأوكسيجيناز2 ,المسؤول عن إنتاج مواد تتسبب في الالتهابات ,وهذه الخاصية لها دور جيد على مستوى سرطان القولون ,حيث بينت الدراسات أن للالتهابات علاقة كبيرة بسرطان القولون, ولأن الأدوية المضادات الالتهابات لها عدة تأثيرات جانبية, يمكن أخد الكركم كمضاد التهاب طبيعي له القدرة على الوقاية من سرطان القولون.
-    وجد أن الكركمين يؤثر على ما يزيد عن الخمسين من العوامل الفيسيولوجية في الجسم من هرمونات و أنزيمات و بروتينات و عوامل جينية ووراثية  جميعها مرتبطة بصورة مباشرة أو غير مباشرة بنشوء السرطان.
  استعمال الإبزار في الطعام يزيد من فوائد الكركم
حسب الدراسات التي نُشرت في العدد السابق ,فإن الكركم يعتبر من أهم الأغذية المضادة للأكسدة لاحتوائه على فلافونويد قوي يسمى الكركمين. يعمل الكركمين على إفساد عمل الجدور الحرة التخريبي ,و هي الجزيئات المسؤولة عن الكثير من الأمراض الفتاكة أبرزها الأمراض السرطانية و أمراض الجهاز العصبي كالزهايمر و الباركنسون. و لعل ما يجعلنا نشجع على استخدام الكركم بكثرة كمادة غذائية و علاجية في الوقت ذاته ,هو انخفاض نسبة سميته و مخاطره إلى الصفر, ومعنى ذلك أن هذا البهار القيم هو بهار آمن لا يحدث أية آثار جانبية على جسم الإنسان مهما ارتفعت الجرعة المستهلكة منه.
و لمن يسأل عن كيفية توظيف هذه المادة و الاستفادة منها في المطبخ المغربي , فإننا نشدد على ضرورة الاستهلاك الدائم و اليومي و استخدامها لتحضير مختلف الأطباق : كالمرق و الأطباق الرئيسية (يحذر من استعمال الملون الصناعي لأخطاره الجسيمة على الصحة), والحساء بمختلف أنواعه, والمشروبات الباردة و الساخنة على حد سواء ...
يبقى المشكل الوحيد هو ضعف امتصاص الكركمين من قبل الجسم  ,غير أنه من الضروري أن نشير إلى أن الفلفل الأسود (الإبزار ) يحتوي على مكون البيبيرين الذي يرفع امتصاص الكركمين ألف مرة أكثر !ومن هنا تأتي أهمية ادخال الكركم و الإبزار معا في الطبخ ,و كم تدهشنا كل مرة حكمة الأجداد ومعرفتهم لعلم الدمج بين الأغذية وما ينتج عنه من فائدة للجسم !

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى