أكّدت دراسة نفسية تشيكية حديثة وجود تسع طرق يمكن لها أن تعزّز العلاقة و الود بين الأهل و الأطفال، منها إمضاء أوقات مشتركة و ممارسة الضحك بشكلٍ مشترك و تخصيص وقت للعائلة و القيام بعملية أرشفة للذكريات المشتركة.
و أشارت هذه الدراسة إلى أنّ موضوع إمضاء أوقات مشتركة بين الأهل و الأطفال يمثّل مشكلة بالنسبة لبعض الأهل و لا سيّما في الفترة المعاصرة، غير أنها نبّهت إلى أن إمضاء الوقت المشترك هو الهدية الأكبر و الرصيد الأكبر الذي يمكن أن يقدّمه الأهل للأطفال سواء كانوا رضّعاً أو في عمر المراهقة.
كذلك أوصت بإمضاء عشر دقائق على الأقل مع الأطفال يومياً، مع إبعاد التقنيات الحديثة خلال ذلك مثل عدم تشغيل التلفزيون أو جهاز الكومبيوتر أو الراديو أو الرد على المكالمات الهاتفية.
كما أكّدت أن الطفل المراهق يمكن أن يتظاهر بأنه قوي و شديد كشخصية " رامبو " لكنه في داخله يكون رقيقاً و يحتاج إلى الشعور بدفء قلوب أهله تجاهه، و لذلك يسرّه استلام الرسائل أو الأخبار من أهله يومياً.
و أشارت إلى أنه من الطبيعي أن الإجابة على أسئلة الأطفال المتكررة و المختلفة ليست سهلة، و لذلك يتوجب على الأهل الانتباه بشكل كبير إلى نوع إجاباتهم لأنه في حال الرد بعصبية أو الاستهزاء بأسئلة الطفل فإنه سيتعلم في المستقبل عدم طرح الأسئلة و بالتالي عدم معرفة الأهل ما الذي يفكر به.
و تحدّثت الدراسة عن أهمية ممارسة الضحك بشكلٍ مشترك لأن الضحك يقوّي أواصر الود و المحبة بين الأهل و الأطفال، كما نبّهت إلى أهمية التقاط الصور المشتركة و تدوين المذكّرات و الاحتفاظ بها، مشيرةً إلى أن الأهل يجب أن لا يفعلوا ذلك من أجل التذكّر في المستقبل عندما يصبحون مسنين و إنما يكون ذلك لأطفالهم لأنهم عندما يكبرون و يطّلعون على الصور و الأرشيف يكتشفون أنهم كانوا أكثر الناس امتلاكاً لمحبة الأهل و رعايتهم.
أيضاً أوصت الدراسة بالحرص على بناء تقاليد و طقوس عائلية مشتركة، لأنها تجعل الأطفال يتذكّرون ذلك على الدوام، كما أوصت بأن تعمل العائلة كفريق واحد مؤكدةً أن روح الفريق الواحد توطّد العلاقة داخل الأسرة، كما تُعطي الأطفال معنى لحياتهم و تمنحهم التجربة و أيضاً الشعور بالمقدرة على الاعتماد على بقية الأسرة و أيضاً تحمُّل المسؤولية الشخصية.