جاء على لسان أحد المهرجين الحكماء أنه يولد في كل دقيقة مخلوق مغفل، ولو أنه علم ماوقع فيه بعض الأمريكيين وهم الذين يفترض فيهم الذكاء، لغير رأيه ولزاد في تعداد الذين يولدون من المغفلين واحد في كل ثانية، فقد كشفت مصلحة البريد الأمريكية قبل اختراع (الكمبيوتر) عن خطة شيطانية لابتزاز أموال المغفلين من الناس، وذلك بأن أحدهم نشر إعلانا في الصحف هذا نصه: «آخر فرصة تتاح لك كي ترسل دولارك إلى صندوق البريد رقم ١٠٦، ولم يزد عليه حرفا واحدا، ومع ذلك فقد وقع آلاف من المغفلين بهذا الشرك، فأرسلوا دولارتهم إلى هذا العنوان دون أن يدور في خاطرهم أن يسألوا من يجمع هذه الدولارات وفي أي سبيل ينفقها، أما صاحب الإعلان فقد أخذ كل الحوالات (باردة مبردة) ـ انتهى.
أعترف شخصيا أنني من أكثر الناس تأثرا بالإعلانات، ومن كثرة ما طبيت وأكلت على رأسي عندما أصدق سريعا و(أطير بالعجة)، أصبحت كلما ظهر إعلان على شاشة التلفزيون، أعمد سريعا (للريموت) لتغيير المحطة لكي لا أتأثر، وليس معنى ذلك أنني أنتمي لا سمح الله لزمرة المغفلين، لا أبدا، ولكن (السذاجة) ضاربة أطنابها حولي.
٭٭٭
خرجت من أحد فنادق الخمسة نجوم في إحدى العواصم العربية، وذلك برفقة أحد الأثرياء البخلاء جدا لتوديعه عند باب الفندق حيث تنتظره سيارة (الرولزرايس).
وقد اصطف الخدم ساعة خروجه منتظرين أن يمنحهم شيئا، ولكنه تجاهلهم نهائيا، معتبرا إياهم مجرد حرس شرف يؤدون مهمتهم.
وكان أحد المستخدمين بالفندق يتبعه بالعربة المحملة عليها ثلاث حقائب كبيرة من ماركة (لوي فيتون)، وبعد أن وضعها في شنطة السيارة، مد المسكين يده لذلك الثري، قائلا له وهو يبتسم: أما أنا فلا أظنك سوف تنساني يا سيدي، وتفاجأت به يقول له: معقول أنساك؟!، ومد يده له مصافحا ليمنحه هذا الشرف وهو يدعو له بالتوفيق فقط.
لا وزيادة على ذلك، فما أن ركب في المقعد الخلفي، حتى فتح زجاج النافذة قائلا لي بكل كبرياء وبإشارة بإصبعه: حاسبه يا مشعل.
ونشب ذلك المستخدم بحلقي، فما كان مني إلا أن أرفع أكفي للسماء وأنا أصر على أسناني وأدعو قائلا: الله لا يعيده من وداع.
٭٭٭
هل صحيح أن المرأة هي كالرجل (الأحول)، تنظر إلى اليمين حينما تسير إلى اليسار؟!.
أعتقد أنه صحيح، وهذا هو سر غموضها، وهذا هو سر تعلقي بسلسلة ظهرها.
غير أن سؤالي هو: لو أن تلك المرأة كانت بالأساس هي حولاء، فكيف كانت سوف تنظر يا ترى؟!.
تخيلوا أنتم هذا المنظر.