رئيس الحكومة المغربية عبد الإله بنكيران وعمل المرأة هو حديث الساعة في الشارع المغربي وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، إذ أثارت تصريحات المسؤول المغربي التي دعا من خلالها المغربيات إلى التخلي عن عملهن خارج المنزل من أجل الاهتمام ببيوتهن وأسرهن دهشة الجمعيات المدافعة عن حقوق المرأة وغضب مستخدمي التواصل الاجتماعي في المغرب، وعلى رأسهن النساء.
واعتبر بنكيران الثلاثاء في مداخلة خلال الجلسة الشهرية للغرفة الثانية للبرلمان أن غياب المرأة عن المنزل أثر على المجتمع، فالأبناء عند عودتهم للمنزل، حسب قوله، يجدونه مظلما، بسبب انشغال والدتهم في عملها، ما أفقد المنزل المغربي لـ"الثريات".
كلمة قد تكون مدحا بالنسبة لبنكيران لكنها أغضبت الكثيرات ممن اعتبرن أن تعليمهن وتكوينهن يؤهلهن لدور أكبر من مجرد ديكور في المنزل وظيفته إضاءة الفضاء.
وانتشر عبر موقع التواصل الاجتماعي تويتر هاشتاغ #anamachitria الذي عبر من خلاله مستخدمو هذا الفضاء عن رفضهم لدعوة بنكيران، التي اعتبرها البعض "رجعية" ولا تواكب التطور الذي يشهده البلد خاصة في مجال حقوق المرأة.
وقالت إحدى الناشطات على موقع تويتر وهي تخاطب رئيس الحكومة بنكيران "لدي طموحات أخرى غير أن أكون ثريا".
وسيرا على نهج السيدة المصرية التي اشتهرت بمقولة "شات أب يور ماوس أوباما"، ردد مستخدم مغربي نفس القولة لكنها موجهة هذه المرة إلى عبد الإله بن كيران.
وللسخرية من دعوة بنكيران الموجهة إلى نساء المغرب، تساءلت مستخدمة أخرى عن سبب سكوت النساء العضوات في الحزب الحاكم العدالة والتنمية، هل يعني أنهن لا ينتمين إلى "الجنس الناعم"؟
وطلبت أخرى من رئيس الحكومة الاحتفاظ بأفكاره "النيرة" وترك النساء المغربيات ليخترن طريق نجاحهن.
وسلطت مغردة أخرى الضوء على دور المرأة العاملة في تحريك عجلة الاقتصاد في المغرب.
وانتفضت الوزيرة المكلفة بشؤون المرأة في الحكومة السابقة نزهة الصقلي كذلك ضد رؤية بنكيران لعمل المرأة، رؤية قالت إنها "تعود إلى العصر الحجري.. ولا تحترم البند 19 من الدستور".
وكان حضور المؤيدين لتصريحات رئيس الحكومة المغربية على تويتر ضعيفا.
وضرب مستخدم المثل باليابان حيث تختار النساء رغم مستواهن التعليمي العالي البقاء في المنزل للاهتمام بأسرهن.
وقالت أخرى إن كل امرأة تتمنى البقاء في بيتها ولكنها مجبرة على الخروج إلى سوق العمل. ودعت في هذا الإطار بنكيران إلى جعل العمل المنزلي مدفوع الأجر.
تخطى صدى تصريحات بنكيران حدود المغرب لتثير قلق الغرب حول مكاسب المرأة في المغرب، حسبما كتبت صحيفة نيويورك تايمز.
وجاء في الصحيفة أن "المرأة المغربية تتمتع بوضعية متقدمة، لكن مثل هذه التصريحات قد تعود بحقوق المرأة إلى الوراء".
الحرة