أول امرأة كردية سورية من مدينة كوباني في شمال سوريا، تكتسب تمثيلاً دبلوماسياً في قمةٍ دولية حول وقف العنف الجنسي ضد النساء في العالم بدعوة من الخارجية البريطانية في العاصمة لندن ضمن وفدٍ رسمي من الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية بحضور وزيــــر الثقافة في الحكومة السورية المؤقتة تغريد الحجلي ونورا الأمير نائب رئيس الائتلاف الوطني السوري .
و تقول هيفارون شريف عن واقع المرأة الكردية والسورية «أن المرأة هي الباعث الأساسي في إنماء المجتمع ومن الخطأ التعامل معها كضلعٍ قاصر كما هو الحال في مجتمعاتنا التي ترى أن مهمتها الأساسية تكمن داخل جدران المنزل»، وتضيف «على المجتمع أن يشجعها كي تقوم بدورها كإنسانة دون أي تمييز بين الجنس، فالمرأة أيضاً متكاملة إلا أنها تعاني من عدم التقبل من الطرف الآخر (الذكر) والذي ينسى أنها ربة المنزل وصانعة الرجال»، إذ تؤكد السيدة شريف «أن ما عانى منه الشعب السوري من النظام الديكتاتوري يعيد نفسه في المجتمع الذكوري من خلال التعامل مع المرأة».
وفيما يخص مشاركتها في هذه القمة، تقول «لقد شاركت مع وفد الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية في الاجتماعات الرسمية وكذلك في مجموعة من اللقاءات الجانبية منها لقاء الوزير البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث طرحنا محاور عدة منها دعم النساء اللواتي تعرضن للعنف والأهم إنقاذ نساء سوريا اللواتي ما زلن في المعتقلات و ما تزال معاناتهن مستمرة، حيث طالبناهم بقرار دولي يوقف القصف اليومي بالبراميل المتفجرة وتحييد سلاح الطيران الذي يهدد أمن الإنسان سواءً أكان رجلاً أم امرأة».
وتكمل شريف «كان حديثي مع الوزير البريطاني بشكل عام عن معاناة المرأة الكردية وأخبرته أن ما يقلقنا هو حرمان أولادنا من التعليم وأخبرته أيضاً أن هناك 150 طفل معتقل لدى تنظيم داعش تتراوح أعمارهم بين الـ 14و الـ 15 ويتم مسح دماغهم الآن لدى التنظيم، وبمعنى آخر أكدت له أننا سنكون في المستقبل القريب أمام جيل يفتقد للوعي وربما إرهابي، حيث طالبته بتدخل المجتمع الدولي لإنقاذهم وإنقاذ كل أطفال سوريا».
وتضيف «أن الوزير البريطاني أكد دعم المملكة المتحدة للثورة السورية وضرورة التغيير، إذ أنهم يدركون أن الطريق أمام الأمم المتحدة بات مغلقاً بشكل كامل، وأنهم يحاولون مع أصدقاء الشعب السوري إلى تقديم حلول جدية»، وتشير شريف «التقيت من ضمن الوفد أيضاً بالحقوقية اليمنية توكل كرمان الحاصلة على جائزة نوبل للسلام وكذلك بالسفيرة الأمريكية لشؤون المرأة وكان النقاش إيجابياً حول معاناة المرأة السورية ودورها في العديد من الثورة والبحث عن سبل تمكينها على كافة المجالات الحياتية».
وعن متابعة عملها تقول «هناك عوائق كبيرة وأنا كامرأة أعمل جاهدة في بيئة ووسط يعملان بكثافة على إجهاض محاولاتي، إلا أنه كلما ازداد حجم المشكلة ازددت إصراراً على حلها، ومن لديه نية في العمل فسيعمل سواء كان ضمن إطار منظم أو خارجه والأهم بالنسبة لي أن أقدم لشعبي وهو واجبي الإنساني والوطني على تقديم كل ما كان بإمكاني للشعب السوري ككل والكردي على وجه الخصوص».
وتجدر الإشارة إلى أن هيفارون شريف هي من مواليد مدينة كوباني الواقعة في ريف حلب عام 1971ومجازة من كلية الحقوق بجامعة حلب، تعمل كناشطة في صفوف الحركة الكردية في سوريا منذ عام 1989، وعملت أيضاً لأكثر من10 سنوات في مدارس وزراة التربية السورية قبل أن تمنع من ذلك على خلفية نشاطها السياسي، إضافة لعملها كموظفة قانونية في المحاكم الشرعية، كما أنها أسست أول مؤسسة للمرأة الكردية في كوباني وهي رابطة هيرو للمرأة الكردية في سوريا .
القدس العربي