تمتل التوابل سرا من أسرار الطبيعة, فهي تكسب الطعام النكهة اللذيذة و اللون و الرائحة التي تُميز أكل شعوب عن أخرى. غير أن أهميتها لا تقتصر على ذلك فحسب, بل إنها, من خلال ما تحتويه من مكونات طبيعية قوية و متنوعة, قادرة على الحفاظ على صحة أفراد الأسرة, مما يجعلها تستحق أن تُنقل من دولاب المطبخ إلى رفوف صيدلية المنزل.
و تعد بذور الكمون هي الأخرى من التوابل الهامة التي لا يمكن الاستغناء عنها, بل و تعتبر من أساسيات المطبخ المغربي .فرائحتها الجميلة البهيجة تجعل سيدة البيت تضيفها إلى العديد من الأطباق ,خاصة أطباق البيض و السمك و اللحم , حتى تغطي على رائحتها و تكسبها مذاقا جيدا و نكهة طيبة . كما لا يغيب الكمون كذلك عن أطباق القطاني ,لغرض تحسين طعمها و محاربة الغازات الناتجة عنها.
و الجميل في  الكمون أنه بالرغم من كونه  عبارة عن بذور صغيرة الحجم , إلا أنه يحتوي على تركيبة جد متميزة و متنوعة تشمل الكربوهيدرات ,و البروتينات ,و الدهون ,و السكريات المعقدة الغير حلوة الطعم ,إضافة إلى تركيبتها الفريدة من المعادن و الفيتامينات بنسب عالية .
فهو يحتوي على نسبة عالية جدا من الحديد و المنغنيز و الكالسيوم و الفوسفور و الزنك و البوتاسيوم, إضافة إلى فيتامين B1    و B6  و النياسين و الريبوفلافين و حمض الفوليك  و فيتامين K وA وc...
كما يحتوي أيضا على العديد من الزيوت الطيارة خاصة الكامون ألدهيد  ,و مركبات البيرازين التي تظهر بعد تحميص بذور الكمون قبل طحنها, أو عند إضافتها لعجين الخبز مثلا  , مما يكسبها نكهة جديدة أقوى و ألذ . و نستغل هذه الفرصة لتذكير المغاربة بخبز الشعير بالكمون و ما لهذا المزج من فوائد صحية عظيمة أولها تحسين الهضم و أهمها تقوية الجسد.
 الكمون , بذور صغيرة بفوائد عظيمة
يعتبر الكمون من الأغذية التي ينصح بإضافتها للنظام الغذائي اليومي للطفل   و لمرضى الأنيميا ,لما يحتويه من كمية هامة من معدن الحديد .و هو السبب ذاته الذي يجعل استهلاكه جيدا من قبل النفساء و خلال العادة الشهرية, لتعويض الدم المفقود و تسكين الألم.
كما تساعد بذوره على تهدئة النفس و تخليصها من الأرق و إراحة الجهاز العصبي , و ذلك من خلال ما تحتويه من كمية جيدة من فيتامينB . إلى جانب ذلك ,فإن الكميات الهامة التي تمد بها جسم الإنسان من معدن الكالسيوم و الفوسفور و الزنك و البوتاسيوم, تجعله من التوابل المهمة لمتانة العظام و تنشيط الجسم و سلامة القلب. و يعزز دور الكمون في الحفاظ على سلامة القلب احتواؤه كذلك على الألياف و الدهون الأحادية الغير مشبعة, ما يجعله مادة مفيدة في خفض معدل الكوليسترول الضار بالجسم.
أما مادة الثيمول فهي تحتل مكانة طبية كبرى , حيث تساعد على تسهيل عملية الهضم من خلال تحريك الأمعاء ,و التحفيز على زيادة إفراز العصارات الهاضمة, و تخفيف الغازات عنها.  في حين تلعب مادة البيرازين هي الأخرى دور ملين طبيعي , وهو  ما يجعل الكمون من التوابل الجيدة لصحة و سلامة الجهاز الهضمي .
للاستفادة من فوائد الكمون العديدة , ننصحكم  بشرائه  بكمية قليلة على شكل بذور , و من تم طحنها ثم حفظها في قارورة زجاجية داكنة بعيدا عن الضوء و الحرارة , حتى لا يفقد محتواه من الزيوت الطيارة .