الارشيف / عالم المرأة / أخبار المرأة

ومضات رمضانية

  • 1/2
  • 2/2

بداية كل عام والجميع بخير ،مع أمنياتي للقراء   بأن يعيشوا أجواء دينية خاصة مع نفحات الشهر المبارك براحة بال  واطمئنان وسلام بعيدا عن المنغصات العصرية  ومشاغل الحياة ودخول المنافسات والمارثونات الدرامية الخاصة بمسلسلات الشهر الرمضانية  ،سمعت مؤخرا بأن خلال شهر  رمضان المبارك يعتكف الكثيرون ولا يراهم أهلهم إلا بعض انتهاء الشهر في وفي بعض الدول الإسلامية يتفرغ المسلمون جميعا للعبادة والتصدق والصلاة وتلاوة القرآن الكريم فلا يذهبون لمكاتب ولمواقع العمل كإجازة رسمية لكافة الموظفين طيلة أيام الشهر ،وفي دول أخرى إسلامية خاصة العربية  ينشغل الناس بالتسوق والطهي والبحث عن ما لذ وطاب من الأطعمة والشراب كي يلتهموا مع قول المؤذن "الله أكبر الله أكبر " ساعة المغرب ، ينسى البعض بأن  كل يوم يمضي من شهر رمضان المبارك ينقص من عمرنا الذي يمضي  مثلما هو مقدر لنا ، البعض لا ينتهز الفرصة   لاستغلال ما تبقى من أيامه المقبلة  بطلب المغفرة والاستغفار ،لا البقاء في المطبخ ودخول مارثون الطبخ للطهي والبحث عن أصناف الأطعمة لتحضيرها أو بمتابعة القنوات الفضائية والمسلسلات الدرامية التي لا تمت بصلة لتاريخنا وعادتنا وتقاليدنا لا حصر لها ولا عدد بتنافسية مفرطة ،ومسلسلات أخرى لا نحصد من وراءها إلى ضياع الوقت لا التسلية والفائدة مع فقدان اللحظات الرائعة من أيام الشهر التي بدأت تنفذ من اليوم الأول الذي ظهر فيه هلال الشهر الفضيل .
أستذكر أيام طفولتنا حين كنا نصنع فوانيس رمضان ونضيئها بالشموع ونلهو مساء بانتظار مدفع ساعة الإفطار،أستذكر الكثير من العادات والتقاليد التي نفقدها يوما بعد يوم الخاصة برمضان مثل تبادل الأطعمة مع الجيران وصنع عرق السوس وعصير التمر هندي
والموائد الرمضانية التي حولت إلى مسمى موائد الرحمن التي لها خصوصية في تلاقي الأهل والأحبة والأصدقاء على مائدة إفطار في صورة تلاحميه لها رونقها وجمالها والتي بدأت تختفي تحت مظلة التطور والتغيير  والحياة العصرية ،أستذكر السهر مع الجيران على قراءة قرآن وتفسير لبعض الآيات وأخذ موعظة بدرس ديني حول مناسك الشهر وسننه وأحكامه ،ويقدم خلال السهرة عصائر رمضانية خاصة مثل  قمر الدين ،ويتم تبادل الضيافة بالحلويات الرمضانية التي تستقطب الخلان مثل  طبق القطا يف والحلويات الخاصة بالشهر المبارك ،وتمضي الأيام ويرحل كل يوم من رمضان وفي قلبنا شوق للأيام الخوالي والأجواء الخاصة التي كان لرمضان فيه نكهة  غير نكهات التسوق والطبخ ،وأجمل ما بها من الإحساس بشعور المساواة  والتكافل الاجتماعي بين كافة أفراد المجتمع فلا فقير ولا غني ولا كبير ولا صغير بالمقام والمنصب والمكانة  يميزه  عن غيره   فالجميع صائمون متساوون في كل شيء  ، في هذه الأيام المباركة فتتضاعف لهم  الأجر والثواب ويكثر فيها الاستغفار والتعبد لله بسباق تنافسي وقي  ،لا يحتاج الأمر لتوجيه  الدعوات  مثل ما هي الدعاية والترويج لمتابعة  المسلسلات والبرامج التي تخرج عن إطاره العام  ،بل  يسعى فيها كل من يريد أن يكسب الرضي وانتهاز الفرص مع   نفحات الشهر المبارك  بما ينفعه بآخرته طلبا للمغفرة والتسامح والرحمة والفوز بالجنة لا بالدولارات والذهب  .

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى