يخطر ببالها تشوّهُ وجهِها صدفة، بقطعة حديد أو سائل حمضي، أو احتراق يصادف انفجار أنبوب غاز في منزلها.
قد تصبح مُقعدة بحادث مرور عادي، أو بتعثّر من أعلى الدرج. قد تُصبح عرجاء، فيصاب خصرها باعوجاج من المشية المائلة.
ربّما تصبح أسمن بكثير من ما هي عليه الآن بسبب حقن كورتيزون لعلاج مرض ما، أو تركها للتدخين وعودة شهيتها للأكل بشكل مثير للشحوم.
قد يغمى عليها في الشارع، فتسقط على صخرة تشوّه عينها، أو على زجاج يترك حفرة كبيرة على خدّها أو يقسم شفتيها إلى نصفيْن.
تفكّر في كل ذلك.. تتذكّر كلمات حبيبها: "مجنونٌ أنا بكِ.. بهذا الجسد المهووس بالاستيتيقا.. بهذه الشفاه الثائرة.. بملامح الأنثى فيك، بروعة ابتسامتك المرسومة بدقّة"
تتنازل عن الأفكار الحمقاء أمام مرآتها. لكنّها حال ابتعادها عن الزجاج الرملي، تسترجع الأفكار السوداء التي تملّكتها، وتتخيّل ردّ فعل حبيبها إن حصل لها شيء من ذلك.
سيُشفق عليها، يُربِّتُ على كتفها، يواسيها كعادته، يدعو لها في صلواته. قد يمسك المسبحة ويسبّح لله ترحّما على جمالها. قد يقوم الليل يدعو الله أن يشفيها، لكن مع الوقت، هل سيُعيد ترتيب أحلامه مع أُنثاه مُشوّهةً؟
قد يحترق وجهها الحالمُ في عينيه.. يتناثر خصرها الشهيّ من بين أصابعه.. لا يبقى منها سوى تلك الروح التي تعانقه بالحضور.. الروح التي أحبّ، هل ستكفيه ليعيد ترتيب أحوال قلبه؟
الاحتمالات ليست كثيرة، لكنها أبسط من حديث مرآة، وأقصر من جملة تبريرية.. وأقلّ تعقيدا من لحظة خوف من الحدث نفسه..
إنّها "كُلّهم ذلك الرجل"