ما أروع أن يتجلى معنى الصيام في سلوكياتنا الإيجابية بالود والرحمة والتسامح والعفو عند المقد=1ة ،وتذويب الطبقية والفوقية في تعاملاتنا ،ونتحلى بالتواضع والتفكر في مصائرنا جميعا في نهاية الحياة ،وكم هو جميل أن ننسى من أساء إلينا ،ونتسامى إلى معنى الصيام ومحو كل ما فات من ضغائن نحو البعض للآخرين ،ما أجمل أن تجمعنا المحبة كما تجمعنا ساعة الإفطار ،وجميل أن نتسامح حتى لم تمت الإساءة لنا من قبل آخر عن غير قصد ربما أراد فيها إصلاحا دون أن يدرك آثارها السلبية على من وقع عليه ظلم أو اتهام زور أو ابتلاء وجميعها امتحان لنا من الله كي نصبر ونتجاوز وننسى ذلك في هذه الأيام الفضيلة المباركة .
ودائما أردد بيت الشعر القائل :-
"إن أكرمت الكريم ملكته وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا "
وكم هم المتمردون هذه الأيام الذين مهما تقدمت باعتذار لهم إذا وقع من طرفك خطأ غير مقصود وسلوك لم يتقبله الآخر منك ،فشطبك من قائمته وأبعدك عن مجموعة المقربين منه بل وزاد حقدا ولؤما في ردوده عليك ،وكلما تقربت منه ظن أنه عظيم ،منفرد ليس له بديل بحياتك ، هؤلاء ممن يعتقدون أنهم متميزون،نسوا أن الزمن دوار وسيرتد كل شيء عليك ، إذا لم يدركوا مبادرتك بطلب العفو والمعذرة عن خطاء سابق بحقهم واعترافك به إنما هو سلوكا إيجابيا يعكس خلقا رفيعا وتسامحا ورحمة في هذه الأيام المباركة التي تمضى سريعا ولا تأتي إلا موسميا لهذا يجب علينا جميعا أن ننتهز الفرصة للتسامح والعفو عند المقدرة طلبا للرحمة والأجر من الله خالقنا الذي يعفو عن كثير من السلوكيات والذنوب التي يقوم بها الكثيرون لكن رحمته وسعت كل شي وعفت وقبلت توبة التائبين برحمته الواسعة وبابه الذي لا يغلق أمام التائبين.