ما أجمل أن تستقبل الصباح بابتسامة مشرقة ، وكلمة طيبة وبشر وتفاؤل ،بالإيمان بأن ما هو قادم أحلى وأجمل مما فات مع شروق شمس يوم جديد ،فالإبتسامة رسالة مختصرة بأسلوب حضاري ،أحيان تغمرنا السعادة ونفرح بتحية صباحية جاءت ردا إبتسامتنا من شخصية إعتبارية بتحية راقية بتواضع فتشعر وكأن كنزا قد هبط عليك من السماء وفالإبتسامة تعبر عن مئة كلمة فيها طيب ورقي ورضى و تساوي أحيانا الدنيا ومن فيها .
في ظل التقدم الحضاري ،والتقني ومع سطوة الحياة المادية والمصالح الشخصية حتى في إلقاء التحية والسلام ، قلة هم من يحفظون ودهم مع الآخرين فيعبرون بحياتنا مر الكرام بحياتك لإنهم مثل البرق قد يرعبك بمروره وصوته دون إبتسامة بمحياهم ،يقابلوك بوجوم مقطبي الحاجبين عابرون كأنهم موج هائج ،عائمون على سطح الماء كزبد بحر معتقدين أنهم خير الناس وأرقاهم متكبرون متعجرفون ،وإن تبسم شخص عادي لا يحمل منصبا كبيرا يظنون أنه يريد منهم شيئا،صدقة أو حسنة وهم لا يعلمون بأن التبسم والتعبير عن القبول للآخر هو أفضل الصدقات وأبقاها يوم يكون الناس سواسية لا فقير ولا عني ،لا سيد ولا عبد لبشر بل كلنا عبيد للواحد القاهر الجبار سبحانه .
في كل صباح أحرص على إرسال رسائل نصية للمقربين القي عليهم التحية الصباحية وأندم كثيرا حين أرسل رسالة لمن لا يستحقها لأنهم يتجاهلونها كنوع من التكبر ظنا أنهم أعلى من الآخرين ،مع أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال "إن أكرمكم عند الله أتقاكم " "ومن تواضع لله رفعه "وقلة من يعرفون أبعاد معنى التقوى ومعنى التواضع والتبسم بوجه الآخرين ،وما رواءها من امتيازات وأجر في الدنيا والآخرة ،تكون أرقى ،وأعلى ،و أفضل من الدرجات الوظيفية التي تتحكم بها قوانين الموارد البشرية والمناصب التي تمنح لأشخاص ليسوا أهلا لها ،وغيرها.
يذكرني هذا الصباح بقصة أحد الشخصيات التاريخية المعروفة كان تاجرا مجوسي ظالم، دخل الإسلام بهاتف رباني جاءه من مكة المكرمة ليبلغه رسالة آلهية ، بعد تكليف رباني وسرد له ما جاءه برؤية ربانية ليبشره بالجنة ويؤكد له أن بيته سيكون أسفل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وللقصة بقية وتفاصيلها تحتاج لتتمة عن قصص الإبتسامة واثرها الساحر على الإنسان.