الارشيف / عالم المرأة / أخبار المرأة

الجحود هنا وهناك

  • 1/2
  • 2/2

تمر في حياتنا الكثير من المواقف الغريبة وكثير من القصص العجيبة، تدهشك كم هذا الإنسان غامض وكم هو متردد في مشاعره الأخلاقية ـ دون تعميم ـ فعلاً نحن أمام محنة اسمها أين روح الإنسان وأين صفاؤه ونقاؤه وأين وضوحه وشفافيته؟ لماذا يكذب؟ لماذا يتلون؟ وعلى من؟ على أكثر الناس حباً له وصدقاً معه!
أسوق هذه الكلمات بعد أن سمعت بقصة روتها لي صديقة عن امرأة كانت تقدم لصديقتها الكثير من الخدمات لتساعدها على تجاوز ظروف قاسية تمر بها، تقول إن تلك المرأة كانت شديدة العطاء من وقتها ومهنتها، وتقدم كل هذا فقط من أجل الصداقة التي جمعتها مع تلك الفتاة، لكن الغريب بحق أنه في الوقت الذي كانت تلك المرأة تطحن نفسها ووقتها من أجل صديقتها كانت الأخرى في عالم آخر من الخداع والأنانية، حيث كانت تستغل طيبة ودماثة خلق تلك المرأة التي لوهلة من الزمن اعتقدت أنها تضحي من أجل صديقة وفية لها.
عموماً قصص التنكر والجحود عديدة، ولم تعد تثير الاستغراب أبداً وهي تقع في علاقات إنسانية أشد رابطة وأقوى من الصداقة مثل ما يجري أحياناً مع الأب أو الأم وما يتعرضون له من أبنائهم من قسوة بالغة، لذا لم تعد تثير الاستغراب أو الدهشة لدينا سماع قصة حدث خلالها أن الابن يضرب أباه أو أمه، أو يضرب الأخ شقيقته التي تصرف عليه. في كل يوم تلفحنا مثل هذه المواضيع لدرجة أنها باتت عادية وغير مستغربة، بل وصلت بعض قصص الجحود لدرجة سفك الدم البريء بأن يقتل الابن أمه أو أباه، فهل بعد مثل هذا الجحود جحود؟
العطاء الإنساني يتضاءل أمام حجم الأكاذيب والقصص الزائفة، قد نعتقد أننا تمكنّا من الخديعة وتمرير صورة ضبابية عن الواقع، لكن يغيب عنا حقيقة ناصعة وواضحة أنه لا توجد كذبة كاملة، أو لا يوجد خلود للوهم والسواد. الطريق الأمثل دوماً لنجاحنا يكمن في الوضوح في البياض في قلب نقي لا يلجأ للتزييف واللف والدوران.
في قصص جحود الأبناء لآبائهم أو أمهاتهم صورة لمثل هذه الحالة، وفي استغلال بعض الأصدقاء لطيبة وعفوية وحب بعض أصدقائهم واستغلالهم لتقديم خدمات لهم ثم التنكر وإبعادهم من حياتهم صورة أيضاً لما وصل له هذا الإنسان.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى