نقلا عن بعض الكتب الفلسفية جاء إستخدام مصطلح "العصا الجزرة " مرتبطا بالسياسة والثواب والعقاب ،وكثيرا ما نسمع به في الأخبار السياسية وكذلك بما يتعلق بالسياسة المتبعة من قبل الدول العظمى في طرق التعامل مع الآخرين القوى العظمى مع المستضعفين .
واستخدم هذا المصطلح عند مناقشة علاقة أمريكا بإيران أو سوريا وتتبعه إسرائيل مع الفلسطينين و قلما نسمع به مستخدما مع دول متقدمة راقية مثل فرنسا أو بريطانيا مثلا ، والسبب يعود بأن الدول المتقدمة تعتبره إهانة لها لو عوملت به أو نفذته دون سبب وجيه بحيث لا تمس هيبتها .
وأستخدم هذا المصطلح في أوروبا عندما كانوا يروضون البغال أو الحمير ،و هم في نظر البعض حيوانات بطيئة الفهم مع أن العلم أثبت بأن الحمار من أكثر الحيوانات ذكاء وفطنة لكنه بطيء في ردة فعله إلا إذا ضرب وتم إيذاءه وتم قياس مدى تحمله لشيء فوق طاقته وإهانته فيرفس من حوله ويرفض الضرب والاذى فيصيح عاليا .
وحين نردد "الجزرة والعصا" كمصطلح في سياسات معينة تنتهجها بعض المؤسسات مع بعضها من خلال ممارسات معينة وسلوكيات مع الموظفن أو مع الآخرين نجده يرسم خطوطا عريضة يحدد منهجيات قد يتبعها البعض في الإدارات الحكومية فتضع قوانين رادعة تحدد مسارهم ، في أنظمة الشركات وقانون العمل مثلا ،وأحيانا في بعض العلاقات الثنائية على مستوى عالي كما هو الحال في رسم سياسات دولة ما أو هيئة ومنظمة لها تأثيرها المباشر على العالم أجمع مثل هيئة الأمم المتحدة أو النقابات المهنية التي تتخذ مسارات عدة في التعامل مع أعضاءها عند تجاوزهم إشتراطات الإنتساب إليها والسلوكيات المهنية التي يجب أن يلتزم بها المنسب بها في تعاطيه مع القضايا الخاصة بتلك المهنة خاصة الصحافة التي تنصب نفسها فوق السلطات جميعها لتلعب دورها في صنع قرارات وزارات ودول أحيانا ،وكم من قصة إخبارية أو مقال جريء كان له أثر في إحداث تغيير ما في موقع معين ،أو كان له صدى إيجابي في وضع قوانين متطورة تواكب المستجدات على الساحة المحلية أو الإقليمية والدولية على حد سواء ،أحيانا كثيرة ترتبط الجزرة والعصا بمفهوم أكبر بين العقاب والثواب كفرض الحرمان على شخص ما نتيجة إرتكابه مخالفة ليست من الدرجة الأولى ولم تتسبب بإهانة أو إساءة يعاقب عليها بقسوة منقطعة النظير في االطرد والإبعاد عن محيط معين نتيجة سلوك بدر منه بغير قصد ،فيأتي إستخدام مصطلح الجزرة والعصا هنا في مكانه بعد أن كان له موقعه الذي يحسد عليه ومكانته يصبح مبعدا عن تلك الأجواء وأعتقد بأن هذا يكفي له كعقاب لفترة معينة ولكن ليس جلدا للذات وتجاهل ما كان له من وجهات نظر وسلوكيات إيجابية وله وضعه الذي يحترم عليه في أوساط عدة .