يستيقظون إذا ناموا على صوت المدافع والطيران الحربي ،وإذا أرادوا أن يعيشوا مثل غيرهم من الأحياء واجهتهم الحروب النفسية والإعلامية ،وإذا جلسوا للصلاة تقلق راحتهم أصوات المتفجرات وعند السحور عزف منفرد لإيقاع الطائرات الاستكشافية ،رغم ذلك تتضاعف طاقتهم ولا يحبطون ويزدادوا عزيمة ،إنهم شعب لا يموت بإذن الله ،بالرغم من مخططات أعداءهم العدوانية إلى أن حناجرهم تردد يا الله بالدعاء والتوسل إليه كي يكتب لهم النجاة ،إنهم الأهل في غزة ،أكثر من 2مليون غزي تحت القصف والظلم زادهم الصبر والرجاء والدعاء ،أكثر السكان من الأسر التي أصابها
بطش الصهاينة الأعداء ، جراء القصف الدامي منذ أكثر من عشرة أيام،منهم من فقد أعزاء وغاب عنهم أطفال أبرياء وكثير كثير من الشهداء ،أسر كاملة زفت للآخرة نهاية رمضان كي تقضي العيد في جنات الخلد ،الله الله ما أصبرك يا شعب غزة ،أيتها المدينة المحاربة تحت الحصار صامدة ،أيتها الطاهرة العصية على المغتصبين ،إلف تحية وسلام عليك ولكل إنسان ينبض بالحياة على أرض الطهور ،مع الآذان يسجدون لله راضيين بقضائه وقدره ،ومع الصلاة يستسلمون له متوكلين على الله بأن يحفظ ما تبقى منهم أشلاء في المستشفيات وفي الأزقة الطرقات ،أو في الملاجئ يلهجون
بالدعاء لله بان ينجيهم من بطش هؤلاء بنو النضير قنيقاع وأحفاد يهودا وخيبر ومن تبعهم ليود الدين .
أكثر ما يشعرنا بالحزن والأسى أن العالم يتابع المشهد بالتنديد والشجب والرفض وليس هناك سوى تحركات دولية تدعو إسرائيل لوقف العدوان ،بل تتوسل لها الأمم المتحدة وتبعث "بنكيمون"الوسيط ألأممي الذي لم يزر ميدان المعركة ولم يعيش أهوال الحرب الدامية ولم يشاهد بعينه أشلاء الشهداء والقتلى وأشلاء الجثث المحترقة على الطرقات وتحت الأنقاض ،ذلك أنه يريد إرساء الدبلوماسية مع دولة شعارها الموت ووأد الحريات وكتم الأنفاس دولة مغتصبة بلا رحمة وبلا إنسانية ،والحلول الدبلوماسية لا ترضى غرور المعتدين لإنهم يريدون ما تبقى من فلسطين وما بها من
مقدرات نفطية وغاز وغيرها من الثروات أطماع اقتصادية بأسباب واهية لا يفهمها إلى من كان هناك عن قرب يرى ويسمع ويتابع مجريات الأحداث ،وهذا كله يزيد أهلنا في غزة عزيمة وقوة وصبر وجلد على أمل الانفراج من رب السماء خالق الأرض ومن عليها فصبرا أهلنا وراء النهر تحت الحصار النصر قادم وإن طال وقت الانتظار .