الارشيف / عالم المرأة / أخبار المرأة

من التراب.. إليها

  • 1/2
  • 2/2

اذكر جيدا انك كنت قد قلت لي ؛ ان اجمل يوم في حياتك كان حين ضمني صدرك  و استنشقت رائحتي و تغللت في جسدك ؛ و من يومها لم نفترق ؛ تسري رائحتك في مسامي؛ و تتوغلين بعيدا في دمي .
   تجلسين في غيابي على ( قلق كأن الريح تحتك )؛ تأخذني منك مصادفات الحياة بعيدا لكنني اعود دائما .
وحدك من تملكين كل تفاصيلي ؛ و تعرفين موضع الالم في روحي و جسدي .
لم اكن دائما فتى صالحا ؛ كذبت عليك احيانا ؛ و كنت صادقا فقط في حاجتي اليك كلما عدت مكسور ا من هزائمي الصغيرة .
اذكر لا مبالاتك المصطنعة حين اكتشفت سجائر ي الاولى ؛ التي كنت ادخنها خلسة فوق السطح و كيف كنت تغمزين بعينك فأرتبك و اصمت.
سأخبرك بسر لم اكن اشعر انا  الولد الشقي بالخجل الا منك انت ؛ خجلت اول مرة مارست فيها العادة السرية خلسة في الحمام ؛ تخيلت وجهك و ذبت.
احسست انك كنت تربتين على كتفي؛ و تبتسمين لفحولتي  في كل مرة انام فيها في حضن حبيبة عابرة.
خجلت ايضا  و انا اتسلل ليلا مثمولا؛  بعد ليلة خمرية مع اصدقاء السوء؛  كما كنت تصفينهم و انا المح ظلك خلف النافذة .
لقد احببتك دائما في صمت ؛ انا من كان قادرا دائما على اغواء اجمل النساء بعذب الكلام ؛ لم اقل لك يوما كم احبك ؛ لم ارسل لك رسائل ؛ لم اكتب قصائد غزل في عينيك؛ و لم تطلبي يوما مني ذلك .
لأجل عينيك فقط لم افقد ايماني بالسماء ؛ السماء التي كانت تقذفنا بالموت و كنت تواجهينه دائما بإبتسامتك تشرق من خلف الدموع .
و لم اخنك ابدا ؛ هم   من اقتلعوني حضنك بين اغفائتين و بسمة ؛ اخترقو صمت الليل و شردونا؛     مايزال حلمي دافئا  ؛ و رائحتك تنساب مع دمي حارة.
حين حولوني الى اشلاء لم استطع ان اخبرهم ؛ انك اعددت العشاء و انه مازال ساخنا و انك في انتظاري ؛ لم يمهلوني قليلا لاقول اني فقط احتاج قبلة اخيرة منك ؛ حتى انام بسلام .
لا تحرسي الصور في غيابي ؛ اتركي الغبار يأكلها ؛ لا احب ان ينغلق قلبك على بقايا صور .
لا تعتني بثيابي و غرفتي ؛ دعي عنك كل ما يذكرك بحضوري الجسدي ؛ فقط اترك الاغاني تسرى في جسد الغياب عني و عنك .
( رسالة الى امي من جندي شهيد )

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى