لم نتعود بالاردن أن نسمع رجلا يتغزل بالمرأة مثل غيره من رجالات عرب من بعض الجنسيات العربية مثل مصر سوريا ولبنان الذين عرفوا بتفهمهم للمرأة ،ويتقنون فن التعامل معها كأنثى لها خصوصيتها ، ويعرف الواحد منهم كيف يستقطبها لتتعلق به لتحبه بعشق لا ينتهي ،قلت في نفسي هذا من الأردن ومن ترابها الرطب بذكر الله ،فهذا إسمه عيد وهو شاب وسيم في بداية العشرينات حين إلتقيته صدفة في مستشفى الجامعة الأردنية بعمان ،وتعرفت عليه وأنا بحالة يأس على وضع إبنتي الصغرى جراء عملية جراحية خطرة عانت منها ،ومع الحوار معه أخبرته أني كاتبة صحفية وأعمل في وكالة أخبار المرأة الإلكترونية،و أكتب مقالات في الصحف العربية والمواقع الإلكترونية وأعمل مديرة تحرير بمجلة الدار الورقية التي تصدرها دائرة البلدية والتخطيط بعجمان بالإمارات ،فتبسم فرحا بالتعرف علي وجاملني ببعض كلمات رقيقة داعبت أوتار قلبي مثل أية إمراة مرهفة الحس شفافة حين يتغزل بها صف جمالها ويذكر إنجازها ، وسألته عما يفعل بحياته فقال :- "أنه طالب هندسة بالجامعة وطني حتى النخاع لكنه تربى على أن يتحدث بأسلوب مختلف عن الآخرين دون تقطيب الحاجبين والجدية دون الإبتسام ،فرد مداعبا ، دمي مخلوط بين الأقطار العربية الخفيفة الظل أحسست بزوال الحواجز الرسمية وقلت له:تذكرني بالفنان السوري القدير دريد لحام الذي كان يردد عبارة "أع أع عاش عيد علما مرفوعاً ربيع سعسع ،فقهقه من الضحك وقال أشكرك على أني ذكرتك بأشياء مفرحة تزيل عنك علامات الحزن والهم مما تعانيه ،وهكذا بقيت أتواصل معه على الواتس أب ووسائل التواصل الإجتماعي الأخرى بالسلام والكلام والمداعبة الراقية بحدود الادب لكن ذكرني عيد ،بهذا العيد ونحن نعيش أجواء الالم والحزن عما يجري على الجزء النابض بالحياة في أرضنا المحتلة بفلسطين وخاصة غزة الأبية الحرة ،وأقول أي عيد عبر والدم يملأ أروقة غزة الحرة والحزن يعم أرجاء سكانها وقد فقدوا أغلى أحبتهم في هذا العيد وصرخت بصوت عال إع إع عليك يا إسرائيل ويا أبناء يهودا الحاقدين ،إع إع عليكم أيها المجرمين الذين تقتلون وتتلذون بالدم الفلسطين وتمنيت أن يكون عيد وكافة الشباب العربي درعا واقيا لحماية المدنيين مجاهدين في سبيل حرية غزة وأن يجاهدوا لتحرير القدس ،تمنيت أن يكون العيد على أهلنا بغزة وفلسطين مليئا بالفرح والبهجة وأن يعيش عيد بين هؤلاء المنتصرين غير المكلومين بفراق أحبتهم ،وها هو قد رحل العيد والدم يسيل في مدينة غزة الحرة وقراها الابية الصامدة والدم العربي يرقص والعالم من المسلمين يتبادلون التهاني والمعايدة وهم غير مكترثين بما يجري في فلسطين بعد أن غابت النخوة وتفرق الاخوة وما زال الحلم العربي بالوحدة يراوح مكانه ودمتم سالمين على أمل الإحتفال مستقبلا بمجيء العيد كما أسعدني حديث عيد الذي وضعته في سلم أولوياتي مثل أولادي بتفائله الدائم وكلماته التي ترفع المعنويات رغم الحزن والاسى والجرح الذي يدمي القلب على من نفقدهم من أحبتنا كل يوم بسبب الغطرسة والظلم والعدون الإسرائيلي الغاشم على غزة وأهلها البواسل الآمنين بإذن الله الذي سيأيدهم بالنصر إن شاء الله آآآمين