الارشيف / عالم المرأة / أخبار المرأة

رحمة البطيخ ورحمة غزة

  • 1/2
  • 2/2

    لفت انتياهي خبر تناقتلته  مؤخراً مواقع التواصل الاجتماعي ( تويتر , فيس بوك ) مفاده تغريم مواطن امريكي 500 دولار جراء شقه ( بطيخه )  بطريقة وصفت بالعدوانية والوحشية .
وجاءت تعليقات مستخدموا المواقع الساخرة من السياسة الامريكية التي تؤمن بحقوق البطيخ في الوقت الذي  تقف  صامتة لا تحرك ساكناً امام  جرائم اسرائيل بقتل اطفال غزة الابرياء الذي تجاوز عددهم  حتى الساعة 1500 شهيد بين اطفال ونساء .  
 وعكست التعليقات  تاثير تلك القضايا على مختلف شعوب العالم  و ما آلت اليه  اوضاع المنطقة العربي من قتل وتهديد وتشريد يقف العالم  حيالها موقف المتفرج ان لم يصب  الزيت على النار بالخفاء.
بطيخة تنال حقوقها جراء شقها  بوحشية ..  واطفال غزة وسوريا العراق  يذبحون كل يوم لا بل كل لحظة دون معاقبة الجاني وعلى عينك يا تاجر .  
قد يثير الخبر استهجان وسخرية العرب اكثر من غيرهم من شعوب العالم جراء ما تشهده معظم الدول العربية من انتهاكات صارخة لحقوق الانسان اجمعت عليها قوانين الغرب قبل العرب الا انها لا تعدو  ان تكون حبراً على ورق وشعارات زائفة ولافتات براقة وماذا تجدي هذه العناوين البراقة إذا كان ما وراءها   جرائم من  أخبث  ما عرفته البشرية من اوضاع ماساوية يندى لها جبين الانسانية  .
في الوقت الذي  تتنافس الحكومات العربية حالياً في أمرين: الأول، إصدار قوانين إرهابية باسم ‘مكافحة الإرهاب’، والثاني، تأمين كل أسس الإستمرار لمنع أي حراك سلميّ والدفع بأي طرف سياسي معارض نحو اتخاذ سبل كفاح عنيفة بحيث تستمر الدورة الجهنمية للاستبداد والتسلّط.
 فالدول العربية التي تدعي مكافحتها للارهاب    هي  نفسها تشرف وتنفد الارهاب ضد شعوبها  كما هو الحال في العراق وسوريا ويتفاخر زعماء هذه الميليشيات على قنوات التلفزيون متحدثين عن بطولات قواتهم في المذبحة الدائرة على أراضي سوريا  وهو نفسه الذي يسمح بمرور الأسلحة الإيرانية إلى هناك، برّاً وجوّا، في خرق واضح لقرارات الأمم المتحدة، ثم لا يخجل عن الحديث عن ضرورة الحلّ السلميّ في سوريا  وعن الوحدة بمواجهة الإرهاب.
والسيناريوا ذاته في العراق الذي يعاني من ارهاب الدولة  وميليشياتها التي تعتقل وتقتل وتذبح وتمثل بجثث المواطنين باسم مكافحة الارهاب تنفيذاً لاجندات خارجية .  
يقولون في رمضان تتنزل الرحمات والبركات .. وكانت فرصة عظيمة ليرتقي الإنسان في عبادته لربه حتى يكون عبدًا ربانيًا ..وها هو رمضان يمضي ويقبل العيد ..  وقوافل الشهداء ماضية بلا توقف لملاقاة ربها لتسأل بأ ي ذنب قتلت ؟
  لقد سئمنا  سماع  اصوات من تفننوا في حفظ حقوق الانسان ، وبرعوا  في القاء اللوم على غيرهم، في انتهاك حقوق الانسان  ،   وكانوا بارعين في التنصل من ذلك ايضا، وكان عليهم ان يقفلوا افواههم ولو مؤقتا، لكي لا يضغطوا على اعصابنا بمهاتراتهم في الوطنية التي ملأت لوحات دعاياتهم الانتخابية، بعد ان سدوا بها الافق 
واخيراً ندعو من منظمة الامم المتحدة بضرورة انضمام العرب  الى جمعية الدفاع عن حقوق البطيخ  علهم ينالوا حقوقهم  اسوة ببطيخ امريكا المزعوم والله من وراء القصد .    
فى غزة ربما الموت أسهل منه فى بغداد
فى بغداد الموت أصعب ألف مرة منه فى غزة
تجولت فى شوارع بغداد وجعلت 
نظرت الى بغداد والى غزة وأجريت هذه المقارنة بينهما
أعذرونى سأجري مقارنة للموت عذرا بالمقارنات بين دول الغرب تجري على قدم وساق بين أسلحة العلم والتكنلوجيا
ولكن فى غزة وبغداد المقارنة بين الموت لأن أعراس الموت وزغاريد الاحزان لن تنتهى والمسبب المحتل أو رجل وهب نفسه لبعض الدنانير
فوجدت بأن الموت له طعم العلقم فى بغداد
فى غزة وجدت الموت وقطف الزهور وقتل الأبرياء بطريقة سهلة
فى بغداد يا عزيزى اما ان تموت بسيارة مفخخة هنا وهناك أو أن تموت بطلقة من جيب هامفى
من رجل أمريكيى لا شرف له ولا كرامة له ومن نسل حقير ومن أم أحقر
فى غزة اما أن تموت بقذيفة دبابة أو أن تموت فى أحدي غرف الموت جثة هامدة أو أن تموت عفويا بدون قصد والقاتل هو نفسه واحد
فى بغداد أما أن تموت بقنبلة أرضية من زرعها يعرف بأن رأس مالها عشرة دنانير
لكنه لا يعرف بان رأس مال الأرواح التى سيصعدها الى خالقها بالكعبة وبالدنيا كلها
فى غزة اما أن تموت فى شارع أو بيت عزاء او بيت فرح أو فى جامعتك أو مدرستك وعفوا القاتل غير منتبه أو أنه يتسلى لا يعرف أين يقضى دقائق يومه فيقتلك وكأنك دمية فى عالم النسيان
ثحدثتنا عن غزة وعن بغداد وسنتحدث عن الموت وطرقه فى لندن
هل تزامن أعمال داعش الإرهابية ضد مسيحيي الموصل مع أعمال إسرائيل ضد
الفلسطينيين ؟؟ محض صدفة أم أمر مخطط له لجذب أنظار العالم باتجاه حدث ما؟!!
إذ قامت عصابات داعش الإرهابية بتهجير المسيحيين والاستيلاء على أموالهم ومنازلهم بل حتى  خواتم الزواج  انتزعها من أيادي النساء؟؟!!!
فبعد انتهاء المهلة التي حددها داعش لهم وبعد أن خيرهم بخيارات ثلاثة: أم اعتناق الإسلام أو دفع الجزية او الرحيل عن المدينة  بملابسهم مع وثائقهم.. نزحوا بالآلاف وسط صمت عالمي..تزامن مع قيام إسرائيل بقصف وحشي لقطاع غزة, براً وبحراً وجوا. والذي تسبب بسقوط عشرات الشهداء.. ومحاصرتها للأحياء ومنعها حتى دخول سيارات الإسعاف ..
السؤال الآن: ماعلاقة ما يحدث لمسيحي الموصل مع فلسطيني غزة؟
هل هو مصادفة؟ أم الدواعش تغطي على عمليات اسرائيلية لأبادة الفلسطينيين؟ أم اسرائيل تغطي على عمليات داعش ضد مسيحي العراق وأعماله الإجرامية ضد حضارته وآثاره
من بغداد الى غزة أمة تقاوم  
 بما أن فلسطين هي القضية وبوصلة الصراع ومساره السليم، وبما أن ابتلاع فلسطين هو مشروع استكمال بناء القاعدة المتقدمة للاستكبار والمنصة التي تمّ ويتمّ عبرها إدارة الحروب الشاملة والمتنقلة في المنطقة، حروب إدارة الفوضى الخلّاقة للوصول إلى مخرجات تتيح لها فرض الهيمنة والسيطرة والتسلط على الدول الرافضة لمشروعها وإكمال دورها لبناء ذاتها على حساب دماء وجماجم شعوب هذه الدول. وبما أن فلسطين هي النقيض لكل صراعات التقسيم والتجزيء ولكل شعارات حروب الوكالة ودوافعها المصنوعة والمسوقة عن طريق إعلام البترودولار الرخيص، وهي الضد النوعي لمشروع ولادة اسرائيل الكبرى من النيل الى الفرات وبما أنها المعيار والحد الفاصل بين مشروعين متناقضين، مشروع وحدة وكرامة ومصير وحاضر ومستقبل ومصالح الأمة الإسلامية، ومشروع القتل وسفك الدماء وانتهاك الحرمات ومسخ تاريخ وثقافة الأمة لأجل الهيمنة والتحكم برقاب البشر كلّ البشر. ولأن معركة غزّة اليوم ترسم المعادلات الجديدة وتحدد نهايات المعارك في زمن التحولات المفصلية في التاريخ، زمن الرضوخ لواقع توازنات القوة الجديدة والجلوس على طاولة المفاوضات وتحديد سقوف التنازلات وتوزيع النفوذ. لأجل كل ذلك تخوض غزّة معركة المصير وصراع الوجود ومعركة الدفاع عن الأمة كلها عن كيانها وثقافتها الحية عن قدسها ومقدساتها الدينية. ولأن الدواعش ودولتهم المزعومة، ومسعود البارزاني وأوهامه الفارغة، وبعثيي عزّة الدوري وحارث الضاري وأحلامهم المريضة، والقاعدييّن وأقرانهم في اليمن، والتكفيرييّن وحلفائهم في سوريا، والسلفيين ومستثمريهم في لبنان، لأنهم ليسوا أكثر من بيادق في اليد الصهيوأميركية، تؤدي أدوارها الوظيفية في ساحة المعركة الكبرى، بإشراف ودعم وتمويل من أنظمة الرجعية العربية النائمة لحد الساعة عمّا يجري في غزّة، وغطاء من مشايخ الفتن المذهبية وفقهاء الدمّ والقتل، وعلماء جهاد الانحطاط الجنسي الذين لم نسمع صوتهم في غزّة كما سمعنا نعيقهم في سوريا والعراق، حتى أن خليفة المسلمين الداعشي المزعوم لم يحرك ساكنا تجاه المذبحة المستمرة بحق “رعاياه” لأنه مشغول بجهاد ذبح العراقيين والسوريين من مسلمين ومسيحيين وكذا حال “الوالي” العثماني المتواطئ مع اليهود والذي طالما تاجر بفلسطين وقضيتها. لأنهم ليسوا أكثر من أدوات رخيصة وجزء من مشروع التآمر على الأمة وأرضها ومقدّساتها، لأجل كل ذلك فإن غزّة اليوم تُذبح من أجل العراق ووحدة أراضيه، وتحترق أرضها من أجل سوريا ونظامها الممانع، وتخوض معركة الدفاع عن لبنان وأهله، وتشاطر المظلومين في البحرين دمائهم وآمالهم، وأنصار الله في اليمن جهدهم وجهادهم، وتعبر عن رغبة الشعوب العربية والاسلامية في التخلص من الديكتاتوريات العميلة وتحقيق العدالة الاجتماعية. غزّة التي فشلت كل محاولات محاصرتها وتطويقها، وكل محاولات تحريف وتضليل أبنائها المجاهدين، وتغيير بوصلة بندقيتها المقاومة، وإحباط مسارات تحويلها إلى صف خط السفاهة والمساومة، غزة هذه أثبتت يوما بعد آخر أنها جذر عميق في شجرة الرفض والممانعة، والعضو المعني مباشرة بمعركة الوجود والمصير، عضو تداعت له سائر الأعضاء، ووقفت معه، سواء بصواريخها وأسلحتها وتكتيكاتها القتالية ودعمها العسكري واللوجستي، أم بمواقفها السياسية وإعلامها ورأيها العام، وهي على استعداد لخوض المنازلة الكبرى التي ستقتلع جذور الغي والعدوان. العد العكسي لزوال الكيان الصهيوني بدأ من 25 أيار لعام 2000 ومأزقه الوجودي يتعمق منذ ذلك اليوم في كل معركة يخوضها وهو ما ستؤكده نتائج المعركة الجارية في نفس الوقت الذي سيتضاعف فيه بفاعلية حضور فصائل المقاومة وقوة ردعها.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى