ترى هل من حقها علينا أن نقدم الإعتذار لغزة العزة الابية الحرة عن تقصيرنا بحقها ،وهل الواجب يقتضي أن نقف مكتوفي الايدي أمامها ،نشاهد عبر الشاشات إنهيار وطن حر إحتضن الأبطال وخرج منه الآلاف من الرجال ممن لم يقبلوا الذل والهوان،أرض طهور أنجبت رجالاً تصدوا للعدوان لوحدهم كالأسود دون طلب إستغاثة أو فرار من الزحف الصهيوني الجبان ،هل نعتذر لمليوني مواطن غزي قاوموا ببسالة أشرس الأعداء قاطبة عبر الأزمان ، من قتل البراءة والنساء والأطفال ،هل نعتذر لشعب صمد وصبر وتحمل الظلم والنكران ، وقاوم وحيدا الإحتلال دفاعا عن الأرض والعرض وكرامة الإنسان ،ترى هل تكفي الكتابة بوسائل الإعلام للندب و الشذب والرفض والإستنكار لما يقوم به العدوان الإسرائيلي من عدوان على أطهر أرض لم يطأها اليهود الأعداء،من قال أن غزة ليست موئل الأحزان ومقبرة لوأد للأحلام ،ألإنها أرض الأبطال والشهداء ،أرض الخصب والعطاء،وأرض البسالة والفداء ،وإن مات فيها 2000فقد ولد 4500 طفل بعد الحرب بايام ،و بثقة بأن الله لن يخذلها وهو وحده حسبها بعد أن تخلى الأخوة والاصدقاء وتجاهلوا ما يجري بأرضها من سيل للدماء أخوة الإسلام ،من قال أن غزة ضعيفة فقد أخطأ بالحساب وأخطأ في تنظيم أجندة التحرير والإنتقام ممن سلب القدس قبلة الإسلام الأولى ،ووجهة الإسراء ومعراج النبي المصطفى ،ومهبط الرسالات والرسل والإنبياء ،هل ظن العالم أن غزة مستضعفة فقد أخطأ ،وإن كتبت شعارات الإنتقام فما هي إلا مجرد كلمات تبعثر بالهواء وتردد على لوحات ويافطات كي يقال أننا مع غزة العزة ،غزة صوت الحق في ظلمة الايام رغم تدمير بنيتها التحتية ومرافقها الحيوية إلا أنها صامدة صابرة مقاومة حتى آخر لحظة ،حتى أخر قطرة دم من أبناءها البررة حتى تقوم الساعة وياتي النصر من السماء ،من ظن أن المعتصم قد غاب فقد أخطا ومن ظن أن صلاح الدين قد مات فقد ولد مئات الأبطال مثل صلاح الدين وغيرهم سوف يولدوا من جديد ليحرروا القدس وبقاع فلسطين الصامدة بوجه الإحتلال ،وإن مات من شباب غزة الآلالف فقد ولدت النساء غيرهم بالمئات ،فها هي بطون تدفع وأرض تبلع ،فهذا قدر وإرادة السماء ،فافرحوا يا أهلنا في غزة ،يا من سالت دماءهم أنهارا عبر أروقتها فهي لن تقبل بالإحتلال مهما هدموا أنفاقها سيحفر أبطالها عشرات الأنفاق ،وإن حاصروها سيأتيها الغيث من السماء ومن كل حدب وصوب ،ستبقى غزة الأرض الطاهرة التي لن تمسها أقدام مدنسة ممن قتل الأطفال الأبرياء وحرم النساء من بصمة الرجال الاوفياء ،لإنها أرض الأحرار والابطال ،فعذرا غزة لتقصيرنا وعذرنا لصمتنا إزاء ما يجري وإزاء عجزنا عن وقوفنا لجانبك ،لك النصر القريب بإذن الله .