الارشيف / عالم المرأة / أخبار المرأة

تزايد التعليقات والفتاوى الغريبة المسيئة للنساء تشكل وجهاً جديداً للعنف ضدهن وتعمل على إقصائهن وتهميش أدوارهن

  • 1/2
  • 2/2

 تزايد التعليقات والفتاوى الغريبة المسيئة للنساء تشكل وجهاً جديداً للعنف ضدهن وتعمل على إقصائهن وتهميش أدوارهن
يكاد لا يخلو يوم من إنتشار رأي أو تعليق أو فتوى على شبكة الإنترنت وشبكات التواصل الإجتماعي صادرة عن أشخاص أو فقهاء أو دعاة ذكوراً وإناثاً، وتثير موجه من الإستهجان والإنتقاد والرد عليها والضحك على كثير منها من شدة غرابتها وبُعدها عن حدود المنطق والعقل.
وتشير جمعية معهد تضامن النساء الأردني "تضامن" الى أن العديد من تلك التعليقات والآراء والفتاوى الغريبة والمسيئة تتعلق بالفتيات والنساء، وتشكل إنتهاكاً واضحاً وصريحاً لحقوقهن الإنسانية، وعنفاً جديداً ضدهن، وتعمل على إقصائهن وتهميشهن والحد من أدوراهن في مختلف المجالات الإجتماعية والإقتصادية والسياسية والثقافية.
وتعتقد "تضامن" بأن تداول وإنتشار تلك التعليقات والآراء والفتاوى بين الأفراد وعلى شبكة الإنترنت ومواقع التواصل الإجتماعي، وإن كان الهدف منه الإستنكار والإستهجان لا بل والضحك من شدة غرابتها، إلا أن ذلك كله يترك آثاراً سلبية نفسية وإجتماعية بين الفتيات والنساء، ويحرج العديد منهن أمام أصحاب النفوس الضعيفة، ويربكهن فكرياً، ويسيئ الى إنسانيتهن وخصوصيتهن. كما ينطوى ذلك على مخاطر جمة من بينها تشويش أفكار الفئات الشبابية وتبرير مظاهر العنف والتمييز الشائعة.
وتركزت أغلب التعليقات والآراء والفتاوى الغريبة المتعلقة بالفتيات والنساء على المواضيع الجنسية من إباحة لبعضها وتحريم لبعضها الآخر، وإباحة ومنع عمل النساء ببعض الأعمال، ووضع حلول غريبة لمشكلة العنوسة والزواج، ووضع شروط إستخدام النساء للإنترنت، وتحريم بعض أنواع الرياضة، وتحريم أكل بعض أنواع الخضار والفواكة والطعام.
وفي الوقت الذي تؤكد فيه "تضامن" بأن العديد من تلك الفتاوى الواردة على شبكة الإنترنت قد تم نفيها من قبل من نسبت اليهم، إلا أنها لا زالت متداولة وبشكل كبير، ولا زالت تحدث بلبلة بين مستخدمي الشبكة العنكبوتية، ولا زالت تشكل عنفاً ضد الفتيات والنساء. فمثلاً أوردت بعض المواقع الإلكترونية فتوى نسبت الى الدكتورة سعاد صالح أستاذة الفقه بجامعة الأزهر والعميد السابق لكلية الدراسات الإسلامية بالأزهر إعتبرت فيها "قراءة الزوجة للرسائل القصيرة التي ترد إلى هاتف زوجها المحمول دون علمه حرام شرعا".
ونسب الى الناشطة الكويتية سلوى المطيري طلبها سن قانون يمكِن غير المتزوجة أو المطلَّقة من شراء عبدٍ لتتزوجه، شريطة أن يدفع لها مهراً، معتبرةً أن ذلك الأمر سيحل أزمة العنوسة في المنطقة العربية. وسَنّ قانون للجواري في بلدها لحماية الرجال من الفساد والزنا. وفي المغرب أصدر الشيخ محمد المغراوي فتوى أجازت للأبوين تزويج بناتهن القاصرات معللاً ذلك بان السيدة عائشة تزوجت فى سن التاسعة. كما حث نائب رئيس الوزراء التركي بولنت أرنيج النساء على عدم الضحك أمام الناس "حفاظا على القيم الأخلاقية".
وعليه تجد "تضامن" بأن الحاجة ملحة لصدور موقف من الجهات الرسمية المختصة بإصدار الفتاوى الرصينة والصحيحة والتي تستند الى المرجعيات الدينية والشرعية الثابتة والمنصفة، من مختلف الدول العربية لوضع حد لفوضى الفتاوى والآراء والتعليقات التي تسيئ للأفراد ذكوراً وإناثاً وللمجتمعات بشكل عام. كما تدعو "تضامن" الى عدم نشر وتداول الآراء والتعليقات والفتاوى غير الصادرة من الجهات المختصة.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى