هل تسمع بمصطلح الطيبة والأخلاق؟ ما شعورك عندما تجلس في مجلس وتجد أن هناك إجماعاً من الحضور أن فلاناً من الناس يتميز بالطيبة والأخلاق الكريمة؟ ألا تجد في نفسك فضولاً للتعرف إلى مثل هذه الشخصية والاقتراب منها؟ وبنفس الوتيرة عندما نسمع من يشتم أو ينتقد فلاناً من الناس، وتجد أن هناك أيضاً إجماعاً على أنه إنسان سيئ وأخلاقه سيئة، ألا يجعلك هذا تحمد الله أنك لا تعرفه؟
الناس تميل دوماً للسلم والطيبة والوداعة، ونحن مجبولون على حب الخير والاقتراب من صنائع المعروف، ولكن أن يجمع الناس كأهل الحي أو الأقارب أو زملاء العمل ونحوهم على أن زيداً من الناس كريم عادل طيب خلوق، فهذه خصلة ثمينة ولها تقديرها ومكانتها سواء في العرف الاجتماعي والعقلي أو حتى في العمق الديني وما حث عليه ديننا الحنيف.
ولعلنا نستحضر في هذا المقام ما روي عن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم في الحديث المشهور في قصة الجنازة التي مرت فأثنى عليها الصحابة خيراً، ثم مرت جنازة أخرى فأثنوا عليها شراً، فقال عليه الصلاة والسلام: «وجبت.. إنكم شهودُ الله في الأرض». ومن هذه الجزئية أتسأءل كيف لأي منا أن يتجاهل نظرة الناس ويفعل السوء ويبدي أقبح الأخلاق فيضيق على الناس ويرتكب الحماقات ويظلم من تحت يده من الخدم والعاملين، ويكون لسانه منفلتاً من عقاله فلا رادع له لا من ضمير ولا من وازع من دين، ومع الأسف نشاهد مثل هذه النماذج في الشارع وفي العمل وفي مواقع عدة من مرافق المجتمع.
هناك قيم أخلاقية إذا فقدها الإنسان لا يمكن للقانون التدخل لردعه فهذا شأنه لكن هناك ما يعبر به الناس وما يحكمون به عليك، وهو والله أمر جد خطير. بين يدي حديث للرسول الكريم رواه الصحابي الجليل عبدالله بن مسعود، رضي الله عنه، قال: قال رجل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: كيف لي أَن أَعلم إذا أَحسنت وإِذا أَسأْت؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إذا سمعت جيرانك يقولون قد أَحسنت فقد أَحسنت وإذا سمعتهم يقولون قد أَسأْت فقد أَسأْت.
نحن بحق أمام تشريع عظيم وأمام فضيلة وقيمة أخلاقية بالغة الأهمية في زمننا هذا، وهي أنه يجب عليك العمل بحب للناس وبأخلاق، وتذكر دوماً أنهم شهود الله في الأرض عليك.