الارشيف / عالم المرأة / أخبار المرأة

(ش ) حرف الشين السامية بلغة الجذور

  • 1/2
  • 2/2

حينما تحدثنا عن تصنيف الحروفوفي العربية في مجموعات وزمـر ، قلنا أن لحرف الشين عند الاولين مجموعة خاصة به ، فهو حرف التفشي .
( ش ) هذا الحرف يدخل في كثير من اللغات السامة – وليس العربية وحدها - على بعض الألفاظ مفيدا المبالغة ، ومن أدلّـة ذلك :
قلب : مع الشين تصبح ( شقلب ) ، وتفيد المبالغة بالقلب.
شحط : أي جرَّ ، وعند المبالغة الشينية تصبح ( شحشط )، ومثلها شربك ، وأصلها الجذر ( ر ب ك )من الارباك ، والحيرة والتردد ، وأضيفت البادئـة ( ش) لتزيد الأمــر حيرةً وارباكاً ، مبالغة ،،، كذلك ( شـحبر ) ،( شلبط ) ، شعبث ، شـهلل ، شحبر ، شخبط ، شلقط ، شرشح ، شرمط .
وتضاف الـ(شين \ ش ) في صيغة النفي في كثير من لهجات العرب :
ما أكلت >>>> ما أكلتش
ما رحت >>>> ما رحتـش
ما سافرْتُ >>>> ما سا فرتش ، وهكذا ......
تضاف الشين ( ش) لتأكيد النفي ، وهذا لا يزال مستعملا في اللهجة الحورانية وبعض الحجازية واليمنية والخليجية والفلسطينية وبعض اللهجات الافريقية العربية خاصة موريتانيا والسنجال ، ونستشهد بالحورانية غالبا كونها أقرب اللهجات العربية إلى العربية القرشية الفصحـى ، وذلك بحسب استقرائي المتواضع .
كذلك نـلاحظ في اللغات السامية القديـمــة :
الآلهــة " عشـتار " رمز الخصب والنماء ، ربَّـة الخصوبة التي تشجع على التناسل والتكاثــر والزواج ‘ فأصل اسمها هو جذر سامي ثلاثي ( ع ت ر ) وإنما جاءت الشين للمبالغة ، ولاحظوا معي بالعربية :
الجذر الثلاثي ( ع ت ر ) : العتر اشتداد الرمح وغيره كالقضيب الذكري ، وإنعاظ الذكر عتره ، و( عُـتُـر) فروج منعظة جمع عاتر وعتور ، والعتيرة شاة تذبح في رجب للآلهة . ومثل ( عتر) أيضا ( عرت\ ع ر ت ) :صلابة وامتلاء واضطراب وامتلاء بالحركة ، كتلك التي ترافق العضو المذكر ، عضو التناسل والانجاب .
ونسل الرجل وذريته ورهطه وعشيرته الأدنون ( عترة) بكسر العين .
الرتع ( ر ت ع ) الاكل والشرب في حالة الخصب والسعة وارتعة الاتساع في الخصب .
الترع ( ت ر ع ) : فالترع اسراع للشر وامتلاء والترعة مفتاح الماء وهو مفتاح الخصوبة والعطاء .
التعر ( تعر \\منع)وجرح تعّـار لا يرقأ ينزف والتعر اشتعال الحرب وشدة فوعتها ، بينما هجر العرب الجذر ( ر ع ت ) !
لاحظ الخصوبة والاقتراب من التناسل والانجاب في جميع جذور العائلة الثلاثية ، عائلة ( التاء والعين والراء ) وهي عائلة عشتار بعد تحليتها بحرف الشين !
ومن الجدير بالذكر أن الشين في اللغة الأكادية السامية الشرقية تصبح سينا وهي لغة بلاد الرافدين القديمة ، بل ولغة توافق بعض لهجات العرب ، ولنتذكر أن بعض العرب يجعلون " الكشكشـة" " كسكسـةً" ، وهي لغة تخلو من صوت الهاء ، مما دفعهم في الأغلب الأعم للاستعاضـة عنه بصوت الشين ، فصار ضمير المؤنث :
هـي >>>> شي ، وهو نطق أكادي مخالف لباقي الساميّيـن .
أما اللغة الأمهريــة فتوافق على ذلك لكن بإبدال الشين إلى سين :
هـي >>>> شــي >>>> ســي
وهذه الظاهرة لها مظهر معكوس ، وهو تحويل الشين الى هاء ، والشين صوت أصلي للسين العربية والمتأخرة .. مثلا :
صوت 5 خمس العربي >>>> خمش عند أغلب اللغات السامية . ، ما عدا الأمهرية ، فالشين تصير هاءً ، و
خمش >>>> خمــه ، كذلك :
ســــت >>>> شـــت >>>>> هت ( باللغة الامهرية )
ســبع >>>> شــبع >>>> هـبـــا ( بالامهرية )
ولا ننسَ أن السين والشين في اللغة العبرية هما حرف واحد ..
ولنعد الآن الى العربية وحرف التفشّــي ( الشين \ ش )لتأكيد ما سبق :
مبرطش : هو الدلاّ ل ، ( الساعي بين البائع والمشتري \السمسار ) وكان سيدنا عمر دلالاً في الجاهلية ، ولربما لفظها بعضهم ( مبرطس)بالسين .
برقش : نقش الشيء بألوان شتى وأصله من أبي براقش ، وهو طائــر يتلوّن ألوانــا متعددة !!
ولكن ألا تلاحظ معي أنه أقرب للجذر ( ب ر ق ) التي تشير إلى تردد البصر وتحيّـره وأحدَّ والشين للمبالغة .
مثال آخــر ( بَـرِغ )زنة ( فرح) أي تنعّـم ، ويقول العرب للمريض إذا عوفي وبرأ وأبل من مرضـه ( أَبْـرَغـشّ ) فالشين للمبالغة ، أشارت إلى أنه قد عوفي تماما فقام ومشــى .
فـ( برغ ) : شـفي وتنعّـم ، أما ( أبرغش ) فوصَـل في التنعّـم والشفاء منتهــاه حتى قام ومشى ، وهذا الوصف ببركات الشين !
الحجـر : الإتســاع ، ومنه ما تحتـفـرهُ السباع والهـوام والزواحـف ، والجّـحْـر الغار البعيد قـعـره ، والحجرمة سـوء الخلق ، والآن تابع معي :
الجحمرش : عجوز كبيرة ســمجــة
جَـحْـرَش : غليظ مجتمع الخلْـق .
حجمش ، وحجنش، وكأن الشين في ( جحنش ، حجمش ، جحمرش)للمبالغة أيضا.
العفل : شيء يخرج من قُـبُـل المرأة ، وهو في النساء كالأدرة للرجال ( ما يسمّيه العوام " القُـرّ " ) وهو يقلل متعة المرأة عند النكاح ... ولنقارن العفل مع ( العفنشل والعفشليل ) وهو رجل جافي ثقيل ، قليل البأس قد يكون مصابا بالضعف الجنسي ، والعجوز المسترخية اللحم تُـدعـى أيضا " عفشليل " .
كل ذلك يؤكــد أن الشين وردت للمبالغة ..
-------------------حاشــيــة :
توجد في حوران قرب مدينتيْ نوى وجاسم ، مدينة قديمة من خرائب باشان ( حوران ) اسمها " عشترة " ، وعند بحثي حول المنطقة وما جاء فيها ، رأيتُ في في الميثولوجيا السامية التالي : تعرض عشترة نفسها على جلجامش الملك ، ملك أور ، فيرفضها بل وشتمهاأنك لم تخلصي لأحد من عشاقك ! وهي فكرة بدأت لطرح مشروع الزوجة الواحدة ، وصار بعدها يتم اغراق الخائن لزوجه بالنهـر ( نقلة من الزواج العشوائي الى الزواج العائلي المنظم ) وانتقل الامر الى( أو جاريتـا ) وغيرها في طقوس ترمز الى وحدة الرب" إيــل " بنفي الزواج العشتاري العشوائي !
يقول بعض الباحثين في الميثولوجيا أن عشتار ترمز للزواج العشوائي( انجاب بلا ضوابط ) بينما إيــل ترمز للزواج الأسري المنضبط ، ليس بقصد الانجاب فقط بل بقصد تكوين عائلة وتنظيم المجتمع ...
إذن " عشتار " أو " عشترة " كلمة مؤنثة وبالتالي فالنسب فيها أمومـي والأب غير معروف ، بينما " إيل "مذكر والنسب أبوي ، وأبو الطفل المولود يكون معروفا ‘ وبالتالي هناك قوانين ونُـظُـم وأســرة ....
وختام  حديثنا الصلاة والسلام على أشرف الرسل والنبيين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وصحبه وأهله أجمعين

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى