أول شهيدة فلسطينية:
تعتبر فاطمة خليل غزال هي أول شهيدة فلسطينية استشهدت في معركة وادي عزون التي دارت بين الثوار والحكومة البريطانية، وكانت فاطمة غزال مشاركة في المعركة بتقديم الطعام والماء للثوار فقنصها جنود الاحتلال البريطاني في 26/6/1936 وتركت ورائها ابنها محمود الذي اعدمه الانجليز عام 1939 بسبب قتله لعميل بريطاني كما تركت ورائها ابنتين هما غزالة وزهية، وقد استشهدت وقد تجاوز عمرها الخمسين عاماً.
أول مظاهرة نسائية:
خرجت النساء في العفولة في أول مظاهرة احتجاجية على انشاء أول مستوطنة في عام 1893.
أول اتحاد نسائي:
إن أول اتحاد نسائي قد تأسس في مدينة القدس عام 1921 بقيادة كاميليا السكاكيني وزليخة شهابي.
وكان للمرأة دوراً مهماً في مظاهرات 27/2/1920 وكذلك في مظاهرات 28/3/1921 عندما وقف تشرشل في مدينة القدس يمجد بقتل الصليبيين دوت الهتافات بسقوط بلفور وتصريحه وحكومته كما عقد المؤتمر النسوي الأول في القدس في 26/10/1929 وبمشاركة 300 امرأة واعتبر هذا المؤتمر الخطوة الأولى لتأطير الحركة النسوية وتوسيع المشاركة النضالية لها بالإضافة لمسئولياتها الاجتماعية ومساعدة أسر الشهداء والجرحى والمعتقلين.
وناضلت المرأة في ذلك الوقت أيضاً من اجل حقوقها الاجتماعية، وقد غلب الجانب السياسي على دورها نتيجة لما كانت تتعرض له فلسطين. وكان هبة البراق 15/8/1929 نقلة نوعية لانخراط المرأة في الدفاع عن ارضها ومقدساتها ولهذا كان انعقاد المؤتمر النسائي في القدس بعد بضعة اشهر قليلة من هبة البراق.
وعندما عقد في القاهرة عام 1938 مؤتمر نساء الشرق من اجل فلسطين بدعوة من هدى شعراوي شاركت ميمنة ابنة الشهيد عز الدين القسام في مؤتمر نساء الشرق.
وامتد دور المرأة السياسي والاجتماعي من منتصف الثلاثينات الى منتصف الاربعينات والتي اتسمت هذه المرحلة بتفاعل واندماج الحركة النسوية في الحركة الوطنية الفلسطينية الثورية والمسلحة ونقل القضية الفلسطينية الى المستويين العربي والدولي.
ونشطت في تلك الفترة الجمعيات النسوية في مجال جمع التبرعات لأسر الشهداء وشراء السلاح والذخيرة، وحياكة الملابس للثوار، وكانت النساء تنقل الاسلحة إلى الثوار عبر الجبال وتنقل المؤن والثياب على ظهور الجمال وغيرها ومنهن في ذلك الوقت الشهيدة فاطمة غزال، وطرب عبد الهادي، وميمنة عز الدين القسام، وبهية ناصر، وعقيلة البديري، وقد تم تكليف السيدة هدى شعراوي بأن تتولى وتفوض في قضية فلسطين في المحافل العربية.
الدور الاعلامي للمرأة:
لم يبرز الدور الاعلامي كثيراً للمرأة بسبب بعض القيود الاجتماعية، واقتصر الامر في السابق على عدد محدود من النساء الفلسطينيات اللواتي مارسن هذا العمل مع ازواجهن وبتشجيع منهم امثال منامة الصيداوي، وسائدة نصار زوجة نجيب نصار رئيس صحيفة الكرمل، وكذلك ماري بولس، وسميرة عزام. وكانت بعد الثلاثينات وحتى الستينات مساهمة المرأة محدودة حتى قام اتحاد المرأة في عام 1965 الذي انشأته منظمة التحرير الفلسطينية وتفرع عن اتحاد المرأة عدة لجان متخصصة منها اللجنة الثقافية والاعلام التي صدر عنها مجلة "الفلسطينية" المعبرة عن اتحاد المرأة وكذلك مجلة "الفلسطينية الثائرة" و "صوت المرأة الفلسطينية" عام 1970 ثم مجلة "الفلسطينية" عام 1988 ومن اشهر اللواتي كتبن فيها فيريال عبد الرحمن وفتحية العسال وعبلة الدجاني وفيحاء عبد الهادي.
نضال المرأة خلال سنوات الاحتلال:
لم يسمح الاحتلال بصدور الصحف بحرية ورغم ذلك تم صدور بعض الصحف والمجلات مثل مجلة صمود عن اتحاد لجان العمل النسائي الفلسطيني ومجلة المرأة الصادرة عن مركز الدراسات في القدس وكذلك " زيتونة بلدنا"، وبرزت العديد من الشخصيات النسائية امثال: عصام عبد الهادي، وفدوى اللبدي، وفيريال عبد الرحمن، وفتحية العسال، وفيحاء عبد الهادي، وسهام أبو غزالة، والهام ابو غزالة، وعبير شحادة، وحليمة جوهر، وسحر الوزني، وصبحية عوض، ومها الكردي، وميسون الوحيدي، ونائلة صبري، وفاتنة القباني، وحياة البط، وسهير فتحي جرار، ويولاند النصارية، ومارلين الياس، ووداد البرغوثي، وعطاف عليان.
نضال المرأة خلال الانتفاضة الأولى:
وقد برزت في هذه المرحلة في مجال المراسلة والتصوير الصحافي والتلفزيوني "رولا أمين" لشبكة CNN في الضفة الغربية ورولا الحلواني في وكالة رويتر، والمخرجة بثينة خوري والمصورة سهر اسماعيل زمن بدء الانتفاضة 8/12/1987 وحتى 9/10/1988 بلغ عدد الشهداء 470 شهيداً وبلغت حالات الاجهاض نتيجة استنشاق الغاز 1700 حالة وبلغ شهداء الانتفاضة الاولى 1162 شهيداً بينهم حوالي 241 طفلاً، ونحو 90.000 جريح و 15.000 معتقل، وتدمير 1228 منزلاً واقتلاع 140.000 شجرة. ولهذا شكلت الانتفاضة الأولى منعطفاً هاماً في نوعية ومضمون مشاركة المرأة الفلسطينية في العمل الوطني من خلال الاطر النسوية الجماهيرية التي انتشرت في مدن وقرى الضفة الغربية وقطاع غزة.
وأدركت المرأة الفلسطينية بأن ممارسات الاحتلال القهرية تشكل تحدياً لهويتها وانتمائها لقضايا وطنها وشعبها، وادركت اهمية ترابط دورها مع دور الرجل في الحفاظ على الموروث الثقافي والهوية الوطنية الفلسطينية وبات الحفاظ على الهوية الفلسطينية من أولويات المرأة الفلسطينية.
اسرائيل تخشى من الحسم الديمغرافي:
من الأمور المرعبة لقادة اسرائيل هو هذا الحسم الديمغرافي حيث تضاعف عدد سكان فلسطين الى 6 مرات منذ النكبة ووصلت معدلات الخصوبة الى 6% وتعتبر الدكتورة حنان عشراوي من ابرز الذين لعبوا دوراً هاماً في الوفد الفلسطيني الى مفاوضات السلام الفلسطينية الاسرائيلية.
قيام السلطة الوطنية عزز دور المرأة الفلسطينية:
تمثل الامر بتولي المرأة بعض المناصب الوزارية والادارية في السلطة الوطنية، وقد منحت وزارة الاعلام عدة تراخيص لصحف ومجلات نسائية منها "صوت النساء" ومجلة "ينابيع" الصادرة عن جمعية المرأة العاملة.
وعندما صدرت صحيفة الأيام والحياة والقدس ازدادت الفرص أمام المرأة. وعندما تم انشاء هيئة الاذاعة والتلفزيون ازدادت الفرص كذلك.
وعلى الرغم من ذلك فإن عدد العاملات في الحقل الاعلامي لا يزيد عن 20% من مجموع الاعلاميين.
معاناة المرأة الفلسطينية:
ورغم معاناة المرأة الفلسطينية من جراء الاحتلال ومن موروث التقاليد الاجتماعية الا انها كانت لبنة نافعة ومهمة في الحركة الوطنية الفلسطينية، ولقد شاركت المرأة الرجل في النضال ضد الاحتلال البريطاني كما شاركته ضد الاحتلال الاسرائيلي ولقد سقط في معركة البراق في 15/8/1929 تسع شهيدات وهناك اللواتي ضربن أروع آيات التحدي والنضال امثال دلال المغربي وشهيدات انتفاضة الاقصى امثال وفاء ادريس ودارين أبو عيشة وآيات الأخرس وعندليب طقاطقة وقد بلغ عدد شهيدات انتفاضة الاقصى 127 شهيدة ومنذ عام 1967 دخلت السجون الاسرائيلية اكثر من 10.000 امرأة فلسطينية.
المدارس في فلسطين:
في عام 1935 كانت هناك 15 مدرسة للبنات وللأولاد كان هناك 269 مدرسة فقط الذي وصل الى الصف السابع من البنات 15 بنت، وكان عدد القرى التي لا يوجد بها مدارس 517 قرية.
ظهور جيل من الملتحقات بالتنظيمات السياسية والعسكرية:
ان اول معتقلة في عام 1967 وحكم عليها بالمؤبد هي البطلة فاطمة البرناوي وبعدها البطلة امينة دحبور عام 1969، ثم رسمية عودة 1969، لقد وصل عدد المعتقلات حتى عام 1979 الى 3000 معتقلة.
نضال المرأة في انتفاضة الاقصى والاستقلال "من 29/9/2000 إلى 31/10/2005" :
بلغ عدد الشهداء 4197 شهيداً، وعدد الجرحى 45.779، وعدد الشهيدات 270 شهيدة من اصل 4197 شهيد، واعتقل الصهاينة 8600 اسيراً منهم 115 أسيرة وبلغ اجمال المنازل المتضررة بشكل كلي وجزئي 71.470 منزلاً، منها 7628 منزلاً تضررت بشكل كلي كان نصيب قطاع غزة منها 4785 منزلاً، واغلقت 12 مدرسة وجامعتان بأوامر من الاحتلال، وتعطلت 1125 مدرسة ومؤسسة تعليم، وتحولت 43 مدرسة الى سكنات عسكرية.
وبلغ عدد الشهداء من المعلمين والطلبة 844 طالباً وطالبة، وهدم الاحتلال 403 بئراً واقتلع 1.355.290 شجرة ، وقتل 14.749 رأس غنم وماعز، و12.132 بقرة غير تجريف شبكات الري وخزانات المياه وتدمير المحلات والورش وبلغ عدد العاطلين عن العمل 272.000 عاطل وارتفعت نسبة البطالة والفقر الى 67.7%، وقصفت الاحياء السكنية 33.153 مرة ونصبت 3724 حاجزاً عسكريا وصادرت 241671 دلماً من الأرض منذ 29/3/2002 إلى 31/10/2005 لخدمة جدار الفصل العنصري. وتسبب الاحتلال في 5500 حالة اعاقة وتم رصد 107 عمليات اعتداء على المعاقين نتج عنها استشهاد 48 معاقاً وجرح 32 واعتقال 27 معاقاً.
وأدت سياسة الاغلاق الشامل والحصار وضرب البنية التحتية التي اتبعها العدو الصهيوني لقمع انتفاضة الاقصى والاستقلال وما تكبده الاقتصاد الفلسطيني في المجالات كافة على الاوضاع الاقتصادية للأسرة الفلسطينية وتأثير تلك الاوضاع على المرأة الفلسطينية كان الأكثر صعوبة ومما سبق يتضح ازدياد عدد النساء المعيلات لأسرهن ومما سبق ايضاً يتضح حجم المعاناة التي تكبدتها المرأة الفلسطينية وحجم العبء الذي وقع على عاتقها. لقد مثلت المرأة الفلسطينية دائماً صمام الأمان بتحمل عبئ وتبعات السياسة الارهابية الصهيونية فترى في كل يوم مئات الفتيات الجامعيات وهن يتسلقن الكثبان الرملية على حاجز "الباذان" في المدخل الشمالي لمدينة نابلس في أيام المطر والبرد الشديد للتقدم للامتحان انها اضافة معاناة جديدة للمرأة.
أساليب القمع الوحشية اثناء الاعتقال:
اثناء الاعتقال وفي مرحلة التحقيق على يد رجال "الشاباك" الصهيوني شتى انواع الضغط النفسي والتهديد والاعتداءات على المعتقلة الفلسطينية من أجل اجبارها على الاستسلام، ولكن المرأة الفلسطينية كانت دائماً اسطورة الصمود والبطولة وتبلغ نسبة الاسيرات 1.3% من الأسرى، فهذه أم انجبت اطفالها داخل السجن وهي المرأة التي صبرت سنوات عدة على ظلم الاحتلال والاعتقال من التهديد بالاعتداء الجنسي الى الضغط النفسي الى الشبح ومنع النوم وهذه وداد خلف التي وضعت طفلها في السجن واستشهد بين يديها، وضع رأسها في كيس ضخم ويداها مربوطتان وصوت يطلب منها ان تقف دون حراك هذا عدا الضرب المبرح. وهناك اربع اسيرات اخرى انجبن داخل السجن في انتفاضة الاقصى وهن اميمة الأغا، وسميحة حمدان، وماجدة السلايمة، وميرفت طه، وأميمة الأغا تم الاعتداء عليها بالركلات وهي حامل في أيامها الأولى وعندما نزفت لم يستدعوا لها طبيباً وهناك من الاسيرات من تعاني من مرض السرطان وهناك من حكم عليها بالمؤبد 16 مرة وهي احلام التميمي وهناك سوسن أبو تركي عمرها 14 سنة تهمتها طعن جندي اسرائيلي.
الشهيدة البطلة شادية أبو غزالة وغيرها:
أول شهيدة على الساحة الفلسطينية والتي كانت تردد دائماً " أنا ان سقطت فخذ مكاني يا رفيقي في الكفاح" ومنهن من ساعد الفدائيين على المقاومة مثل عبلة طه من القدس ولطيفة الحوازي من رام الله وخديجة أبو عرقوب من الخليل ومنهن من اسهمت في خطف الطائرات مثل ليلى خالد وريما بعلوشة وزهيرة اندراوس. وهذه أول عملية استشهادية خلال انتفاضة الاقصى تقوم بها وفاء ادريس ابنة مخيم الأمعري في شارع يافا بالقدس في 28/1/2002 وهذه الطفلة البطلة نورة جمال شهلوب البالغة من العمر 15 عاماً تفجر نفسها عند حاجز الطيبة الذي يفصل المناطق المحتلة عام 1967 عن المناطق المحتلة عام 1948 وذلك في يوم 25/2/2002 وهذه بنت جبل النار دارين أبو عيشة أبنة كتائب شهداء الاقصى التي قامت بعملية استشهادية في 27/2/2002، وهذه الطفلة البطلة آيات الأخرس التي لا يتجاوز عمرها 16 ربيعاً انهت يومها الدراسي بتفجير جسدها الطاهر في "كريات يوفيل" في القدس المحتلة في 29/3/2002 وها هي الهام الدسوقي ابنة مخيم جنين وطبقاً لخطة وضعتها كتائب شهداء الاقصى تفجر نفسها وتقتل 2 وتجرح 6 وكذلك مثلها الاستشهادية عندليب طقاطقة وهبة دراغمة وهنادي جرادات ابنة جنين والاستشهادية ريم الرياشي الزوجة والأم لطفلين عندما فجرت نفسها عند معبر ايريز في قطاع غزة يوم 14/1/2004 واصبحت ريم بعمليتها هذه رمزاً للوحدة الوطنية حيث زفتها حماس وكتائب الاقصى. وهذا ابن بلدة عبسان باسم قديح يفجر نفسه هو وزوجته بحزام ناسف بين صفوف الاعداء الذين اقتحموا منزلهم. وكذلك هذه زينب علي عيسى أبو سالم ابنة مخيم عسكر القديم شرق مدينة نابلس فجرت نفسها بالقرب من محطة انتظار لجنود الاحتلال المتجهين لمستوطنة "معاليه أدوميم" في القدس المحتلة في يوم 22/9/2004 وكذلك القي القبض على 24 فتاة يحاولن تنفيذ عمليات استشهادية، الأم الفلسطينية نهلة عقل تستشهد ويصاب اطفالها الثلاثة اثر تعرضهم لقصف الأباتشي، وهذه نيفين أحمد أبو رجيلة الحاصلة على الامتياز من كلية العلوم بالجامعة الاسلامية بغزة تستشهد في اليوم نفسه الذي ظهرت فيه النتيجة ولم تفرح بها لا هي ولا أهلها وهناك العشرات من الشهيدات لا يتسع المجال لذكرهن، إنها المرأة الفلسطينية العظيمة التي قاتلت بشراسة عن وطنها وهويتها وأهلها وبيتها وصغارها ما اعظم هذه المرأة التي واجهت اخطر الظروف واصعبها وصمدت ولقنت الاحتلال دروساً في الكرامة والصبر والاحتمال. إنها هذه المرأة العظيمة التي يعتقل زوجها ويحكم عليه بالمؤبد وتظل على عهده والوفاء له وتأخذ دوره في تربية ابناءه وتتحمل عبئ المسئولية الكبيرة، انها هذه المرأة الاسطورة رغم كل ما تعرضت له وواجهته تبقى صامدة وشامخة وراسية رسو الجبال. إنها هذه الأم التي تربى في مدرستها أطفال الأر بي جي وأطفال الحجارة وأشبال وزهرات فلسطين ولهذا اعتقد جازماً أن المرأة الفلسطينية تحتاج منا جميعاً إلى فتح آفاق اكبر واوسع لها فهي الشريكة في الحياة وفي الوطن وفي الكفاح والنضال ضد الهجمة الصهيونية واعتقد ايضاً كذلك ضرورة النهوض بوعيها وثقافتها وخبرتها لتلائم هذا المخزون الوطني الهائل لديها إنها حقاً مربية الرجال في الأجيال المتعاقبة.