لم تعد المرأة السعودية مجرد شخصية متلقية للأخبار وغير مهتمة في أحيان كثيرة بتفاصيلها، بل أصبحت في العصر الحالي هي صانعة الحدث ومحور الاهتمام وجعبة التفاصيل. ولم تعد مجرد ربة منزل تدفع بأبنائها إلى التقدم في الحياة بل أصبحت هي من تقود مركب النجاح وهي رائدة العمل وضلع أساسي في دعم التنمية الاقتصادية في المملكة.
فالمرأة الآن أصبحت عاملة وناشطة وسيدة أعمال لها العديد من المساهمات والمشاركات في مجتمعات الأعمال لاسيما المنتديات الاقتصادية التي تعزز روح الاستمرار وتقدم سيدات الأعمال الدعم المعنوي لبعضهن بحضورها والاهتمام بها الذي أصبح متزايدا بشكل كبير ولافت رغم قلة أعدادهن مقابل أعداد رجال الأعمال.
تواجد ودعم مستمر
تقول سيدة الأعمال الدكتورة «عائشة نتو»: إن سيدات الأعمال أعدادهن قليلة جدا مقارنة بأعداد رجال الأعمال ورغم ذلك إلا أنهن لا يقصرن في توفير الدعم لكل صاحبة فكرة ومشروع رائد.
وعن المشاكل التي حدت من تزايد نسبة سيدات الأعمال في السوق الاقتصادية تقول نتو: إن أغلب المشاكل التي تواجه سيدات ورائدات الأعمال هي صعوبة استخراج التصاريح والإجراءات الروتينية المملة، فكثير من السيدات تعانين من هذه المشكلة وتتمنين أن يكون هناك جهة واحدة تمنح هذه التصاريح خاصةً وأن هيئة الاستثمار لا تخدم شباب وشابات الأعمال.
أما الصعوبة الثانية فتتمثل في البنوك التي لا تدعم المرأة كثيرا بحجة صعوبة الوصول إليها في حالة تأخرها عن السداد، وأضافت أن مشاركة سيدات الأعمال في المناسبات الاقتصادية سببه أن سيدة الأعمال صاحبة الخبرة الكبيرة هي لسان كل صاحبة مشروع صغير ومبتدئة في مجالها.
حضور ودعم
وعن ظاهرة كثافة الحضور النسائي من سيدات الأعمال للمنتديات الاقتصادية قالت المدير التنفيذي لمركز السيدة خديجة بنت خويلد لسيدات الأعمال بغرفة جدة الدكتورة بسمة العمير: إن مشاركة العنصر النسائي في المناسبات الاقتصادية يعتمد على محاور الجلسات التي تقام في كل مناسبة ومدى خدمة هذه المحاور للنشاط الذي تزاوله السيدة. وأضافت العمير أن الدعم غالبا يكون بين سيدات الأعمال من وإلى صاحبات المشروعات الصغيرة يعود للسيدة نفسها، إن كان بمقدورها أن تفرغ جزءا من وقتها لدعم سيدة أخرى ومساعدتها معنويا إما بالأفكار أو غيرها.
أعداء المرأة
وعن أهمية تواجد سيدات الأعمال باستمرار لدعم بعضهن البعض ترى سيدة الأعمال مضاوي الحسون أنه يجب أن تدعم سيدات الأعمال بعضهن في الوقت الذي كثر فيه أعداء المرأة العاملة خاصةً ولا يخفى أن هناك مقاومة لبعض النشاطات النسائية، ولذلك فلابد من أن تدعم المرأة وجودها في السوق بالوقوف صفا واحد حتى وإن كانت الأخرى منافسة لها في المهنة، فجزء من النجاح المنافسة الشريفة ومساعدة الأخريات.
وعن حجم الحضور النسائي للمناسبات الاقتصادية قالت الحسون: الفترة التي كنا فيها في مجلس الغرف التجارية كنا نصر على حضور المرأة، واليوم نجد إهمالا كبيرا في الدعوات النسائية للمناسبات الاقتصادية، بالإضافة إلى ضعف ثقافة دعم المشروعات الصغيرة، فهذه الثقافة موجودة ولكنها ضئيلة.