الارشيف / عالم المرأة / أخبار المرأة

إدراك جهلك معرفة

  • 1/2
  • 2/2

الكاتبة الصحفية: فاطمة المزروعي -الإمارات العربية المتحدة- خاص بـ "وكالة أخبار المرأة"

أتلقى بين وقت وآخر رسائل عبر الإيميل من بعض القراء، وأنهل من تلك الحروف الكثير من المعارف، هذا التواصل يسعدني جداً، لكن وبطبيعة الحال ليس جميع ما يصل وردياً أو جميلاً، فهناك من يعبر عن وجهة نظره بحدة وقسوة بالغة غير مبررة، بل يكتب كلمات أبعد ما تكون عن الموضوعية، هؤلاء يحرمون أنفسهم لذة النقاش والحوار الجميل المفيد، لأنهم لا يجيدون فن الحوار والنقاش وطرح الأفكار.
قبل أيام عدة وصلني إيميل يحمل ملامح مثل هذا الجنوح اللفظي، على الرغم من أن الموضوع لا يحتمل كل هذا الغضب، ورص جميع تلك الكلمات القاسية، هذا القارئ لم يكتب اسمه ولم يوضح أي معلومة، رسالته تبدأ بالاستنكار لاستحضار شواهد غربية، في الوقت نفسه تلقيت إيميلاً من قارئ ثان يفيدني فيه بأن إحدى الشخصيات التي جاء ذكرها في مقالتي دفعته لقراءة كتابه، فكان ملهماً في تطوير الذات، وزوده بالمعرفة اللازمة .. وهذا نموذج من البحث عن الحكمة، فكما قال رسولنا الكريم، صلى الله عليه وسلم: «الحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق الناس بها». أو كما قال عليه الصلاة السلام.
إذن، بين يدينا قارئ رافض ويضيق بالآخر، وقارئ أخذ الحكمة واستفاد، فمن الذي اتبع نهج المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام؟
أتذكر في هذا السياق كلمة للسياسي البريطاني بينجامين دزرائيلي، والذي تولى رئاسة الوزارة في بريطانيا مرتين، حيث قال: «إدراك جهلك خطوة كبيرة في اتجاه المعرفة». من السهل أن نعظ ونلبس رداء ليس على مقاسنا، لكن من الصعب جداً أن نسأل هل نحن على صواب؟

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى