الارشيف / عالم المرأة / أخبار المرأة

المال السياسى ..والشائعات ..والموروث الثقافى وراء غياب المرأة عن البرلمان

  • 1/2
  • 2/2

الإسكندرية ـ محمود عبد المقصود - " وكالة أخبار المرأة "

صانعة ثورات مصر فى القرن الحادى والعشرين ..وصاحبة الحراك المجتمعى للتفويض وأكبر مشارك فى التصويت ..هل تستكين وتستسلم المرأة لجبروت المجتمع الذكورى وتعزف عن المشاركة فى انتخابات البرلمان القادم ؟ أم انها مستعدة لصياغة مستقبل سياسى فى القرن الحديث سواء بالترشح او التصويت ؟
طرح المشهد السياسى التساؤل وأجمعت الآراء على ان صياغة المرأة لمستقبلها السياسى مرهون بمواجهة الحشد الدينى لصناديق الانتخابات وفلترة المرشحين باستبعاد المال السياسى الذى افسد الحياة السياسية وتفعيل الدور الوطنى للإعلام وتصحيح الموروثات الثقافية التى تعوق تبوء المرأة لمكانتها وتوقع الجميع ارتفاع نسبة تمثيلها فى البرلمان القادم الى 25% على أقل تقدير .
فى البداية تحفظ الدكتور قدرى اسماعيل عميد كلية الدراسات الاقتصادية و العلوم السياسية بجامعةالاسكندرية على موعد اجراء الانتخابات البرلمانية، مشيرا إلى ان اجراءها فى الوقت الراهن لن يفرز برلمانا يمكن التعويل عليه فى المرحلة المقبلة موضحا ان الظروف الاستثنائية التى يمر بها الوطن تدفعنا للقفز على حسابات المجتمع الدولى ورومنسيات المجتمع المدني، وطالب بتأجيل الانتخابات 3سنوات، وقال ان الدولة بدأت فى تفعيل برنامج يمكن من خلاله احداث حراك إيجابى للمجتمع وهو برنامج اعداد القيادات الشبابية بإشراف وزارة التضامن الاجتماعى وذلك بهدف تخريج كوادر سياسية مستنيرة يمكن التعويل عليها فى الاصلاح السياسى للدولة فى المرحلة المقبلة ..ومع ذلك كله يرى دكتور قدرى ان المرأة قادرة على صياغة مستقبل سياسى واعد فى المرحلة القادمة خاصة الشابات منهن مشيرا إلى انهن يتمتعن برؤية ثاقبة فى كافة مناحى الحياة الاقتصادية والسياسية واكد ان مشاركتهن فى الحياة السياسية ضرورة وطنية يجب الدفع فى اتجاهها وازالة كل المعوقات فى طريقها وطالب الدولة بعمل برامج توعوية داخل الجامعات وبرامج اعلامية بوسائل الاعلام المختلفة يكون هدفها الدفع لمشاركة ايجابية للمرأة فى الحياة السياسية مؤكدا ان الحركة النسائية الدولية تدفع فى هذا الاتجاه ويحذر عميد الدراسات السياسية من الحشد الجماعى للمرأة بدعاوى دينية ووصفه بانه الخطر الاعظم الذى يهدد ليس فقط مستقبل المرأة ولكن مستقبل الامة كلها وطالب الدولة بالاحتراز من هذا الحشد والعمل على مواجهته بالتنوير والتثقيف ..
ويتفق الدكتور بهاء حسب الله الاستاذ بآداب حلون على ضرورة هذه المشاركة للمرأة المصرية فى صياغة مستقبل مصر السياسي، مشيرا إلى ان التاريخ السياسى لمصر يكشف ويؤكد ان المرأة المصرية يتجلى دورها دائما وبقوة بعد فترة الثورات مثلما حدث إبان ثورة 1919 حينما ظهر دور المرأة المصرية بجلاء وظهرت الاسماء الكبرى مثل صفية زغلول و هدى شعراوى ونبوية موسى وغيرهن الكثيرات اللائى اججن الثورة واشعلنها ، واججن شعلة الوعى ، وكان من ثمار هذه الثورة هو فتح ابواب التعليم المجانى للمرأة المصرية ، واقتحامها ساحة العلم وميدان العمل ويستطرد دكتور بهاء مشيرا إلى دور المرأة المصرية فى مناصرة ثورة يوليو ونجاحها وظهور كوكبة الكاتبات التنويرات أمثال حسن شاه وسناء البيسى وغيرهما وتبلور هذا التطور للمرأة بقرار عبد الناصر بتعيين( عائشة راتب ) أول وزيرة فى تاريخ مصر لوزارة الشئون الاجتماعية ومن هنا يتوقع الدكتور بهاء حسب الله ان الانتخابات البرلمانية القادمة ستحصد المرأة نتائج ثورتى يناير ويونيو، مؤكدا ان دورها الحراكى فى المجتمع اكثر تأثيرا من الاحزاب السياسية ويشكل فى حد ذاته حزبا سياسيا محترما ولذا يطالب دكتور بهاء بالسماح للمرأة ومساعدتها فى خوض غمار الانتخابات المقبلة لأنها بالفعل أثبتت نجاحا غير عادى فى وقت الأزمات.
ومن جانبها قالت سامية مصطفى مقرر المجلس القومى للمرأة بالإسكندرية ان نسبة التمثيل البرلمانى للمرأة فى مصر من ادنى النسب فى العالم شرقه وغربه حيث بلغ 3% فقط مشيرة إلى ان رواندا مثلا نسبة تمثيل المرأة فيها بلغ 53% وترى ان المجلس يسعى لرفع تلك النسبة الى 40% خلال الانتخابات القادمة، موضحة ان ثمة موروثات ثقافية وأخرى اقتصادية تعوق تبوء المرأة لمكانتها التى تستحقها وقالت ان النسبة الضحلة التى تحتلها فى البرلمانات السابقة يرجع لعدم قدرتها المالية على اقتحام مراكز التصويت فى المناطق العشوائية والمهمشة لكسب اصواتهم اليها كما يفعل الرجال .. ولذلك ترى سامية مصطفى رئيس المجلس القومى للمرأة بالإسكندرية ضرورة تدخل الدولة لفلترة المتقدمين للشعب لحمايته من النفوذ المالى والسياسى والتوجهات الدينية التى يمكن من خلالها حشد وتعبئة الرأى العام الذى تشكل الامية الغالبية العظمى منه نحو مرشح لا يكون فى الغالب قادرا على حمل طموحات الغالبية وترى سامية مصطفى ان الفلترة ستحصر المنافسة بين المستحقين ويتيح الفرصة لأصحاب الرسالات والمبادئ والرؤى من طرح انفسهم دون الحاجة لرشوة انتخابية او تدخل من جانب اصحاب السلطة
بينما ترى هويدا فتحى نقيبة الصحفيين بالإسكندرية ان المشاركة الايجابية والمؤثرة للمرأة وقدرتها على الحشد الثورى والحراك السياسى فى الاحداث التى مرت بها مصر منذ ثورة يناير حتى الان كل ذلك لفت انتباه الدولة ممثلة فى القيادة السياسية والحكومة بضرورة منح المرأة الفرصة لتتقلد المناصب القيادية تقديرا لما قدمته من عطاء نابع من فطرتها وحرصها على وجود مستقبل آمن يهيئ الفرصة للتنمية والرخاء -- وظهر هذا جليا من خلال الدستور الذى اشترط ان يكون نسبة تمثيل المرأة والشباب 50% فى انتخابات المحليات واشترط ايضا وجود المرأة فى قوائم المرشحين فى انتخابات البرلمان.
أما سمر شلبى نقيبة المهندسين بالإسكندرية فتقول إنه رغم الدور الرائع والمؤثر للمرأة على مدى تاريخ مصر الطويل وخاصة مع ثورتى يناير ويونيو الا ان المكتسبات التى حصلت عليها مازالت تحكمها موروثات ثقافية وتقاليد اجتماعية تحول دون حصولها على ما تستحق سواء على المستوى الاجتماعى او السياسى وتضيف ساخرة المرأة التى تقتحم العمل العام او السياسى لابد وان تكون فدائية وانتحارية ايضا وذلك لمواجهة ما ينتظرها من معوقات وتستطرد قائلة كثير من السيدات يعزفن عن المشاركة الفاعلة خوفا من الإهانة والشائعات التى يمكن ان تلاحقهن بسبب هذه المشاركة ..
وترى هبة عبد العزيز رئيسة روتارى الاسكندرية ان ثورتى يناير ويونيو كشفتا قدرة المرأة المصرية على صياغة مستقبل وطنها و ترى ضرورة استثمار المكتسبات التى حققتها من تلك المشاركة فى كتابة وصياغة مستقبلها السياسى مشيرة إلى أن الدستور اقر بالمساواة بين الرجل والمرأة واقر بوجودها كشريك أساسى فى العملية الديمقراطية .. وكل ذلك يشكل فرصة لها لابد ان توظفها لتحقيق ما تستحقه .

الأهرام

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى