في كل يوم نحاول لفت الانتباه لظواهر خطيرة بدات تجتاح مجتمعنا الفلسطيني، في خضم معركة شرسة للحفاظ على القيم والاخلاق التي نعتز بها قيم التواصل، الرحمة، الانتماء، حقوق الجار، الايثار، الكرم ، المودة ، التضامن ، حفظ الارض من التسريب توحيد الجهود الوطنية نحو مواجهة الاحتلال..
ظواهر خطيرة بدات تجتاح مجتمعنا الفلسطيني ، الجرائم الجنائية الغريبة في طبيعتها ونوعيتها والدخيلة على مجتمعنا الفلسطيني ، استخدام مواقع المسؤولية في احلال الفساد، الانزلاق في الصراعات العائلية والعشائرية ، تنامي هذه الظواهر واتساعها ، هل هي عفوية ام ان هنالك ايدي خفية تعبث بالسلم الاهلي وبالنسيج العائلي وبالعلاقات الاسرية ، ومن يتحكم بارزاق الناس ومن يطال مصيرهم ، ومن يحجب فرص العمل عن الكثيرين.
فالجرائم الجنائية التي ترتكب اصبحت في نوعيتها صارخة عن الخلق وقيم المجتمع الفلسطيني، التماسك الاسري اصبح في خطر، مجموعة من القيم الاستهلاكية تم ترسيخها اضطر الكثيرين لمجاراتها حتى يضاهي فلان علان مما شكل عبئا على الكثيرين فالقروض البنكية ترهق اعناق النساء والرجال ، والرغبة في الربح السريع دون تعب اصبحت من القيم المتداولة.
ان يقوم الشبان والعاطلين عن العمل بحرق اجسادهم فتلك اشارة خطيرة لما جسده الحصار الاقتصادي الذي تفرضه قوات الاحتلال على قطاع غزة والذي فاقم من الاوضاع الاقتصادية وتسبب في ارتفاع نسبة الفقر تسببت باقدام البعض الى اللجوء الى هذا لمخرج خروجا من هذه الازمات وعدم القدرة على حلها في غياب مرجعيات وطنية حاضنة لهؤلاء الشباب ، وضع خطير للغاية ابناء يتمردون واباء يتعرضون للضغط في لقمة عيشهم ، في نمط الحياة الجديد الذي فرض في فلسطين فمستوى الحياة في ارتفاع والدخل لا يكاد يسد لقمة العيش وازدياد الفجوة ما بين الطبقات الاجتماعية.
وما بين هذا وذاك يشتد النقاش حول ضرورة اعادة الاعتبار الى التراحم والتواصل الاجتماعي ، اعادة الاعتبار الى عمل حزبي وتنظيمي يستهدف الشباب ويستقطبهم ويعبر عن آمالهم وأحلامهم.
لا يعقل ان يمتلك احد منا امكانيات هائلة دون ان يلتفت الى جار له لا يكاد يجد كسرة خبز في منزله ، ولا يعقل ان تحدث مشاجرة عنيفة امام الكثيرين ولا يحاولوا التدخل لحلها ، السلبية تتطاول ،" روح الانا "‘ الكل يحافظ على مصالحه الشخصية . والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا تتفاقم هذه الظواهر على الرغم من العمل الدؤوب الذي تقوم به المؤسسات على الصعيد الرسمي والاهلي ، اننا على دراية بما يحاك من مؤامرات خفايا ا لتفتيت الجهد الوطني للتحرر من نير الاحتلال ، نعرف الكم الهائل مما تقوم به قوى الاحتلال لاستهداف مجتمعنا الفلسطيني، ولكن في المقابل ماذا نفعل نحن لمواجهة هذا الاستهداف المباشر فكم من المشاريع الانتاجية تم تاسيسها منذ قدوم السلطة حتى الان ؟ تستقطب الالاف من العاطلين عن العمل حتى لا نبقى في لهاث لبرامج تمويل تصرف في اغلبها على خطط استراتيجية تهدر فيها مئات الالاف من الدولارات وتبقى دون تنفيذ.
المطلوب في المقابل تحرك جاد على صعيد القيادة لاعادة الاعتبار الى السلم الاهلي اننا بحاجة الى لجان التكافل الاجتماعي .. تتحسس مشاكل الناس وتحاول ايجاد الحلول واستنهاض برامج عمل الحركات و الاحزاب السياسية التي فقدت الكثير من ثقة المجتمع الفلسطيني بها نتيجة ارتباطها بمنظومة المصالح التي عززتها النخب السياسية... اننا بحاجة نظام قضائي نزيه مستقل غير خاضع لتدخلات الاطار السياسي او الاحزاب او المتنفذين او المنتفين حتى نعيد الاعتبار لهيبة القانون وللجم كل من تسول له نفسه في التعدي على الارواح والحقوق والممتلكات ولمحاسبة من يتطاول على حرمة الارض والمقدسات.