تحقيق: نهاد الحديثي - بغداد - خاص بـ " وكالة أخبار المرأة ط
قالت\\تقدَّم لي رجل يكبرني بأكثر من عشرين عامًا، وهو على خُلُق ودين وميسور الحال ماديًّا، ويوجد قبول من جانبي له، وهو يحبني ويتمنى الزواج بي، وبناء أسرة إسلامية متدينة، مع العلم أني أقبل السلبيات التي ستظهر بعد عمر يعلمه الله، لكني أخاف أن أكون مخطئه، فأرشدوني: هل أقبل به أم لا؟
يبدو أن الفرق والتباين في الأعمار بين الزوجين بات لا قيمة له ، ومع أن الكثير من الرجال يفضلن الزواج من الأصغر سناً إلا أن الجانب الآخر من الصورة قد يبدو أكثر قتامة ، حيث بات الكثير من الفتيات يبحثن أيضاً عن رجال يفوقونهن ربما بعشرات السنين ،،، البعض يرى أن العوامل الاقتصادية هي المحرك الأساسي لدى الفتاة في هذا الموضوع ، وذلك طلباً للاستقرار وحياة أفضل ، أو هرباً من العنوسة وتأخر سن الزواج ، وهو هنا يكون أشبه بالصفقة ، فيما يرى البعض الآخر أن انتشار الظاهرة يشير إلى خلل نفسي في شخصية الفتاة ، أو في بنية المجتمع ، حيث من الطبيعي أن تصبو الفتاة إلى شاب وليس إلى شيخ ، بينما يرى آخرون أن لا مشكلة في ذلك مادام فارق السن ليس شديد الاتساع ، ولكن يبقى السؤال الأهم في هذا الموضوع هو : هل يمكن لهذا الزواج أن يكون ناجحاً ؟
ربة منزل قالت لـ " وكالة أخبار المرأة " : إن الزواج برجل كبير لا يعيب الرجل أو الفتاة ، فقد تزوجت حينما كان عمري 16 عاما وأدرس بالصف الثاني الثانوي وزوجي حين تقدم لي كان يبلغ من العمر 36 عاما أي الفرق بيننا 20 سنة ، فطيلة السنوات التي مضت لم أشعر بفارق السن ، ومع مرور الوقت تزداد غيرتي على زوجي خاصة أن بنات هذه الأيام يميلون إلى الرجل الكبير ، وأتذكر حين كنت في بداية حياتي الزوجية كنت وقتها لا أكاد افهم شيئا عن الحياة حتى لم أكن أعرف الطبخ ، ولكن زوجي عاونني كثيراً حتى أصبحت « ست بيت » من الطراز الأول ، بالإضافة إلى تشجيعه لي بأن أكمل دراستي حتى تخرجت من الجامعة وأنجبت أبنائي الخمسة وأكبرهم الآن في الثانوية ، فشيء جميل أن اكبر ويكبر معي أبنائي ، والآن أفكر في تحضير الماجستير بعد أن كبر أبنائي جميعاً
الاخصائية الاجتماعية سماح عبد الرحمن أوضحت لـ " وكالة أخبار المراة " : إن إقبال الفتيات على رجال يكبرهن بالسن يشير إلى خلل في شخصية الفتاة ، وهذا الخلل قد يكون ناجما عن تعلق الفتاة بوالدها ، وهنا تبحث بدون أن تشعر عن رجل مثله يكون حماية لها ومثلها الأعلى ، وأحيانا تكون الفتاة فاقدة للحنان واهتمام الأسرة ورعايتها فتلجأ إلى من يعوضها هذا الحنان من خلال زوج يحل محل الأب .،،،
وتوضح الدكتورة فائقة بدر أستاذة علم النفس\\أصبحنا نرى تزايد حالات زواج الفتيات بكبار السن ، فلم يعد فارق السن الكبير بين الزوجين حالة استثنائية في مجتمعاتنا ، خاصة وأن هناك عدة أسباب ، منها تأخر سن الزواج بسبب الضغوط الإقتصادية ، فقد تعاني الفتاة من وضع مادي سئ فترى الحل أن تقبل بالزواج برجل كبير يؤمن لها حياة رغدة ، وقد تكون محدودة الثقافة فترضى بفارق السن تحت ضغط الأهل ، كذلك رغبة الفتاة من الهروب من منزل العائلة بسبب المشاكل والكبت ، فترضى بأي شخص يتقدم لها .،، ومن الأسباب التي قد تدفع بالفتاة أن تتزوج بمن يكبرها سناً قد تكون هذه الفتاة تزوجت زواجاً وفشل وتريد أن تتزوج برجل يعوضها عما فاتها ، ومن ثم ارتفعت فرص الإقتران بأزواج كبار في السن نظراً لقدرتهم المادية على متطلبات الزواج وتأمين حياة أسرية مستقرة وتضيف الدكتورة فائقة : فقد تتزوج الفتاة رجلا يكبرها بعقود ولكنها تمتلك من الفطنة والحكمة ما تستطيع به أن تعيش حياة سعيدة وهانئة ، إلا أن العكس أيضا قد يكون صحيحا ، فتتزوج الفتاة رجلا يكبرها بكثير ثم تفاجأ بعد ذلك بارتكابها هذا الخطأ الكبير وتتمنى لو أنها تزوجت شاباً في مقتبل العمر يفهمها وتفهمه .
المتعارف عليه عند الفقهاء عدم اعتبار (تقارب العمر) من شروط التكافؤ بين الزوجين، وكلّنا يعلم أبعاد هذا الموضوع على الحياة النفسية والاجتماعية والإيمانيّة كما أشارت الدراسات، فهل يوجد من الفقهاء القدماء والمعاصرين من اعتبر العمر أحد معايير صحّة العقد؟ وهل يعتبر اختلاف الثقافات والعادات حول هذا الموضوع؟لا يشترط الفقه الإسلامي سنّاً معيّنةً في الزواج من حيث تقارب عمر الزوجين أو تباعدهما، بل هو يترك الحريّة للطرفين في هذا الأمر، دون أن يوجب عليهما شيئاً، بل يرغّب في كلّ ما فيه استقرار الحياة الأسريّة. وإذا حرّم الفقه الإسلامي الزواج من متباعدين سنّاً ،، للدعوة إلى حريّة الإنسان في اختيار شريك حياته، وأنّه لماذا ضيّقت الشريعة على الناس في اختيار من يحبّون أن يتزوجوا بهم؟! وأنّ الناس أذواق وطباع وتختلف الميول بين الناس، بحيث قد يلتئم متباعدا السنّ ويفترق متقارباه. وأنا أسأل: أين هي الدراسات النفسيّة القاطعة عبر الزمان والمكان والمتخطّية للأعراف والتقاليد والظروف الزمنيّة؟ وماذا تقول هذه الدراسات؟ وأنا أسأل سؤالاً مشروعاً: إذا مشينا مع هذا النوع من التفكير فيجب علينا أن نقيّد أيضاً الزواج بالكثير من الأمور التي لا أظنّ أنّ المستشكل هنا يقبل بها، مثل اختلاف القوميّات والشعوب، فكم من زيجات فشلت بسبب اختلاف القوميّات والعادات بين الشعوب، بل اختلاف المناطق والتي توجب اختلاف الطباع بين الرجل والمرأة؟! وأليس الفارق الطبقي والمالي بين الزوجين يفضي في كثير من الأحيان إلى مشاكل زوجيّة؟! ألا ينبغي حينئذٍ أن نحرّم زواج المرأة الثريّة من الرجل الفقير؟! ونحرّم زواج المرأة الوجيهة التي تنتمي إلى أسرة بورجوازية إقطاعيّة من الرجل الفقير المتدنّي الطبقة؟! وألا ينبغي أن نحرّم زواج الأبيض من الأسود نظراً لاختلاف الطباع جدّاً في كثير من الأحيان؟ بل اسمحوا لي أن أسأل: لماذا تقبل أكثر ـ وربما كلّ ـ القوانين الوضعيّة، كالقانون الإسلامي تماماً، بالزيجات المختلفة من حيث اللغات والأعمار والقوميّات والأعراف وغير ذلك، مع أنّ هذه القوانين الوضعيّة تأخذ بعين الاعتبار عادةً الدراسات العصرية في مجال العلوم الإنسانية؟ هذا كلّه يعني أنّ القضايا التي من هذا النوع نسبية ولا يمكن إلزام الناس بشيء، والناس أحرار في خياراتهم الزوجيّة.
من الظواهر السائده والمنتشره الان زواج السيدات من رجال اضغر منهن فى السن كثيرا فنشاهد نساء اكبر من ازواجهن بخمس عشر او عشرين سنه،،، هناك بعض المدارس العلميه التى ترى ضرورة ان يتزوج الرجال نساء اكبر منهن سنا حيث اتضح ان الرجل يكون فى قمة اللياقه الجنسيه فى حوالى العشرين من عمره بينما تبلغ النساء قمة اللياقه الجنسيه فى الثلاثين من عمرهن
معروف بأن المرأة تفضل عادة رجلاً يكبرها بعدد من السنين؛ من أجل زواج ثابت ومستقر؛ نظراً لاعتقادها بأن الرجل الناضج حريص على الزواج، وعلى احترام التقاليد الأسرية. الفرق قد يكون خمس سنوات أو سبعاً أو عشراً، ولكن ما بالك إذا بلغ هذا الفارق عشرين سنة أو أكثر؟
قالت دراسة ألمانية حول هذا الموضوع: المرأة تتزوج من رجل في نفس عمرها؛ من أجل ضمان حياة طويلة وصحية. وقد تم التوصل إلى هذه النتيجة بعد أخذ آراء نحو مليوني زوج وزوجة عبر الإنترنت ومن جنسيات مختلفة، فلماذا؟
أضافت الدراسة أن السبب، بحسب اعتقاد هؤلاء، هو أن الفارق الكبير في السن بين الرجل والمرأة يقلص من سنوات عمر المرأة. وهذا ينطبق على الجنسين. وأشارت الدراسة التي قامت بها مؤسسة اجتماعية ألمانية إلى أن هناك 4 حقائق هامة حول هذا الموضوع، وهي:
أولاً- المرأة التي تتزوج من رجل يصغرها كثيراً في العمر تتعرض للتمييز في المجتمع، وهو ما يؤدي إلى زيادة احتمالات وفاتها بنسبة 30%.
ثانياً- الرجل الذي يتزوج من امرأة تصغره بكثير يعيش أطول؛ لأنه يعتني بنفسه أكثر من الناحيتين الصحية والجمالية.
ثالثاً- الرجل المتزوج من امرأة تكبره بكثير لا يهتم بنفسه لا من الناحية الصحية ولا الجمالية، ولذلك فإن خطر تعرضه للموت يزداد بنسبة 30% أيضاً.
رابعاً- المرأة التي تتزوج من رجل يكبرها في السن تعتني به كزوج، وتهتم بصحته؛ لكي يعيش لفترة أطول.ولكن النتيجة العامة للبحث الألماني أشارت إلى أن 60% من النساء يفضلن الزواج من رجال يكبرونهن بخمس أو سبع سنوات على أكبر تقدير.
المتأمل في المجتمعات الحديثة، عربية وغربية، يلاحظ أن نسبة هامة من الزيجات تمثل نموذجا عن فارق كبير في السن بين الزوجين، وفي أغلب الأحيان يكون الزوج أكبر بكثير من الزوجة أما الحالات التي يكون فيها الزوج أصغر من الزوجة بفارق كبير فتكون قليلة أو نادرة.
وتختلف الأسباب والمسببات في هذا الخلل من ثنائي لآخر ومن مجتمع لآخر، فهناك مجتمعات تجبر فيها الفتاة على الزواج مهما كان الفارق بينها وبين الرجل خاصة منها تلك التي تنتشر فيها ظاهرة زواج القاصرات، وهناك حالات تضطر فيها الفتاة إلى القبول بمن يفوقها سنا ليس فقط بسبب ضغوط العائلة بل لأسباب تكون في أغلبها اجتماعية كوضعيات المطلقات والأرامل وأيضا الهاربات من العنوسة…
وفي خضم كل هذه الحيثيات الدالة على الإجبار أو الاضطرار نجد حالات مبنية على اختيار واع بفارق السن وقابل له ومقتنع بالشريك الذي وقع اختياره، وهي حالات مرتبطة عموما بعلاقات حب متبادل بين الطرفين تجعلهما يغضان الطرف عن إشكالية الفارق في السن ويؤمنان بقدرتهما على تجاوزها وتحقيق السعادة.
وفي هذا الإطار تتنزل دراسة ألمانية حذرت النساء من أن الزواج من رجال أصغر سنا يعجل من احتمالات إرسالهن إلى القبور مبكرا، وتقول الدراسة، التي نشرت تفاصيلها في دورية "الديموغرافيا" إن الاقتران بشريك حياة أصغر سنا قد يزيد من احتمالات الوفاة المبكرة بنسبة 20 في المئة.
إلا أن المخاطر لا تتوقف عند ذلك فحسب، فالزواج برجل أكبر سنا لا يقل خطورة بدوره، استنادا إلى خلاصة مستقاة من بيانات ما يقرب من مليوني زوج وزوجة من الدنمارك، وتوصي الدراسة بتقارب عمري الزوجة والزوج، كأفضل خيار "صحي" للزواج.
وفي محاولة لتفسير أسباب ذلك، قال سفين دريفاهل، من "معهد ماكس بلانك للبحوث الديموغرافية" في روستوك بألمانيا: "واحد من التفسيرات الممكنة هو أن الزواج من رجل أصغر سنا ينتهك الأعراف الاجتماعية وبالتالي يعاني من عقوبات اجتماعية."
ويعني هذا وصم الزوجين بالغريبين أو حتى بالـ"خوارج" ما يعني تلقيهما لدعم اجتماعي أقل، والمعاناة من حياة اجتماعية مجهدة معرضة للانتقادات وللضغوط تجعلهما يعانيان من مشاكل نفسية قد تنتج بدورها ضعفا عاما للصحة"، وفق الباحث.
وعلى نقيض النساء، وجدت الدراسة أن الرجل يتمتع بصحة أوفر عند الزواج من امرأة تصغره سنا، على خلاف أقرانهم ممن يتزوجون من نساء يكبرنهم سنا إذ يتسارع بينهم خطر دنو الأجل المحتوم، فالرجل الذي يتزوج من امرأة تصغره ما بين 7 و9 أعوام، تتراجع فرص وفاته بنسبة 11 في المائة، غير أن الدراسة فشلت في إيجاد أسباب واضحة لهذا التفاوت.
وعلى الجانب الإيجابي، شدد معدو الدراسة على أن الزواج ليس سيئا لمتوسط العمر المتوقع بالنسبة إلى الرجال والنساء على حد سواء مقارنة بسواهم من غير المتزوجين، ورغم تشكيك البعض بشأن قيمته، إلا أن الزواج يوفر الراحة للعقل والبدن، كما أثبت بحث دولي موسع في ديسمبر/كانون الأول الماضي.
وأوضحت دراسة شملت حوالي 34500 شخص من 15 بلدا أن المتزوجين أقل عرضة للمعاناة من الاكتئاب والقلق وإساءة استعمال المواد المخدرة.
وقال أخصائي علم النفس السريري، كيت سكوت، من "جامعة أوتاغو" في نيوزيلندا: "ما تشير إليه دراستنا أن رابط الزوجية يوفر الكثير من الفوائد للصحة النفسية لكل من الرجل والمرأة، وأن الأسى والاضطرابات المرتبطة بالانفصال يمكن أن تجعل الناس عرضة للاضطرابات العقلية."
قد يكون زواج الرجال بفتيات أصغر منهم بكثير أو السيدات الناضجات بشباب في مقتبل العمر أمرا شائعا في هوليوود ، لكن الأمر يختلف في حال تطبيقه في الحياة العادية ويمكن أن يؤدي الفارق العمري الكبير بين الزوجين إلى نتائج غير مستحبة تصل إلى الطلاق، وفقا لما توصل إليه أساتذة اقتصاد بجامعة كولورادو الأميركية في دنفر.
وقالت صحيفة بريطانية إن الدراسة خلصت إلى أن وجود فوارق عمرية كبيرة بين الزوجين -أكثر من ثماني سنوات- يجعل الزوجين أكثر فقرا وحماقة وأقل جمالا، وتتزايد هذه العناصر كلما اتسعت الفجوة العمرية بين الزوجين.
وأكد الخبراء أنه كلما اتسعت الفجوة العمرية بين الزوجين، كلما كان أداؤهما أكثر سلبية في جميع القطاعات
ويرى علماء النفس والاجتماع أن الفارق في السن بين الزوجين يؤثر بطريقة ما على الحياة الزوجية سواء من ناحية العلاقات الحميمية وحيث تعاني كثير من الحالات من تفاوت في الرغبة وضعف القدرة من الطرف الأكبر سنا فيشعر الطرف المقابل بعدم الإشباع، وأيضا من ناحية التفاهم والانسجام خاصة إن كان كل طرف ينتمي إلى جيل غير جيل شريكه وبذلك تختلف نظرتهما وتقديرهما للأشياء.