الارشيف / عالم المرأة / أخبار المرأة

مشكلة العقم لدى أحد الزوجين لحياة بلا أطفال

  • 1/2
  • 2/2


الكاتب الصحفي : نهاد الحديثي - العراق - خاص بـ " وكالة أخبار المرأة "

"رب هب لي من لدنك ذرية طيبة انك سميع الدعاء".. صدق الله العظيم
فيجب ألا ننسى ان الله سبحانه يهب لمن يشاء البنين ويجعل من يشاء عقيما وان المرض او الابتلاء ليس عيبا فى الزوج او الزوجه ليكون مصدرا للخجل لا سمح الله وانما نحن نأخذ بالاسباب ولنتذكر قول ربنا سبحانه : "ولا تنسوا الفضل بينكم"
* 15 % من الأزواج قد يعانون منه ،،، قال تعالى ” الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ أَمَلاً” فالأبناء هم عطية وهبة من عند الله تعالى فإن شاء أعطى وإن شاء منع فالله وحده مقسم الأرزاق
تكوين أسرة وإنجاب الأطفال حلم كل زوجين، فمشاعر الأمومة والأبوة فطرة لدى كل شخص، ولكن في حالات كثيرة تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، ومهما أجريت فحوص ما قبل الزواج تبقى مسألة الإنجاب في علم الغيب. فكم وقعت حالات طلاق وخلافات بين الأزواج من جراء عقم أحدهما، ولكن ما يؤكده الأطباء أن معظم حالات العقم التي تصيب النساء والرجال وجد العلم لها حلولاً. «لها» تعرض لمجموعة من القصص وترصد الحالة النفسية التي تقع على الزوجين حين العلم بعقم أحد الطرفين
مشكلات عديدة تظهر فى مجتمعنا الشرقى بسبب تأخر الزوجين فى الإنجاب ومضايقات الأهل والأقارب والسؤال الملح ” خلفتم ولا لسه” “طيب ماخلفتوش ليه؟” ،وإذا كانت الزوجة هى التى تعانى من مشاكل فى الإنجاب ترى أهل الزوج يحرضوه على تطليقها أو على الزواج بأخرى .هناك نماذج عاشت تجربة الحزن والأسى والحرمان من عاطفة الأمومة ودخلت فى تجربة الطلاق المريرة بسبب عدم قدرتها على الإنجاب ونماذج أخرى صبرت على قضاء الله ثم أعطاها الله من فضله ففى الأول والأخر لابد أن ندرك أنها أرزاق يقسهما الله كيف يشاء.
ان الأثر النفسي لعقم أحد الزوجين قد يأتي على هيئة عدم الرضا والإحباط، وقد يسبب الاكتئاب لفكرة عقم أحدهما وفقدان الهدف من الحياة الزوجية وهو الإنجاب. وعن اختلاف وقع الخبر على الزوجة والزوج قالت:الاخنصاصية بنول عطية «بالطبع هناك اختلاف، فغريزة الأمومة عند الأنثى قوية جداً والعاطفة تحتل المراتب الأولى في نفسها. وتكون نتيجة تقبل عقم أو ضعف أحد الزوجين متوقفة على عقلية الشريك وإيمانه بقضاء الله وقدره». وأكدت أن الأمر يكون دائماً صعباً في البداية ويشكل صدمة للطرفين. ولفتت إلى أن التقويم النفسي في حالات العقم لدى أحد الزوجين يتوقّف على الحالة، ويتطلب جلسات نفسية تساعد الشخص على تحليل الموضوع بوسائل مختلفة وتدفعه إلى الانشغال بأمور فيها إثبات للذات مما يؤدي إلى تخفيف التوتر الناتج عن العقم. أما الأهل فتختلف ردود فعلهم باختلاف عقلياتهم وتفكيرهم وإيمانهم. وقالت إن نسبة الأمراض النفسية تصل لدى الأزواج الذين يعانون العقم إلى 40 في المئة عند السيدات و25 في المئة عند الأزواج. ويعود هذا التفاوت الكبير إلى أن المرأة عاطفية بطبيعتها وحنونة وغريزة الأمومة قوية جداً لديها، لذلك تصاب بالمرض النفسي والإحباط أكثر من الرجل.
مشكلة تأخر الإنجاب عند الرجل، تسبب مشاكل عدة بين الزوجين على رأسها الطلاق، إذ يقول الدكتور نبيل أمين، استشارى الذكورة والضعف الجنسى: «إن الاستعجال فى حدوث الحمل قد يؤدى إلى وقوع الزوج فى يد طبيب غير متمرس يسبب له عقما أبديا، وأن العرف اعتاد أن يحمل الزوجة- ظلما- سبب تأخر الإنجاب والعقم، خاصة فى حالات تأخر الحمل عند المتزوجين حديثا»، لافتا إلى أن الزوجين تقريبا يتقاسمان الأسباب التى قد تؤدى إلى العقم أو تأخر الإنجاب، لكن دائما أفضل أن نبدأ مشوار العلاج بعد عام كامل من الزواج، وإذا لم يحدث الحمل يذهب الزوج أولا إلى الطبيب، لأن تحليل السائل المنوى يكشف لنا الحقيقة تقريبا.
وعن أبرز الأسباب والمشاكل التى قد تعيق الرجل عن الإنجاب، أضاف «أمين»، إن تحليل السائل المنوى يوضح أهم أسباب عدم قدرة الزوج على الإنجاب من خلال عدد الحيوانات المنوية، ونسبة التشوه فيها، وحركتها أى قوتها، وإذا كانت الكمية معقولة من حيث العدد، والحركة جيدة ونسبة التشوه قليلة، هنا يجب أن تعرض الزوجة على طبيب نساء.
قالت سهام أحمد : تزوجت وأنا فى سن الرابعة والعشرين وعشت مع زوجى 6سنوات بدون أولاد وذهبت إلى أطباء كثيرين للبحث عن سبب تأخر الإنجاب وعلاج المشكلة وطلب منى الأطباء عمل تحاليل وفحوصات و سونار وكنت أعانى من عدم انتظام فى الدورة الشهرية ونسبة التبويض لدى ضعيفة جداً وأخذت العديد من الأدوية ومنشطات التبويض ولكن الله لم يرد أن أنجب وأصر أهل الزوج على تطليقى بحجة أن أخوته الأصغر منه وأقاربه الذين تزوجوا بعده أنجبوا وهو لم ينجب والمقولة الشهيرة من الأب والأم “عايزين نشوفلك حتة عيل يا ابنى قبل ما نموت” وبالفعل تم الطلاق ولكنى مع ذلك لدى أمل وحسن ظن بالله عندما أتزوج مرة أخرى أن يرزقنى الله بالزوج الصالح والذرية الصالحة.وأضافت زوجة اخرى:أعيش مع زوجى منذ5 سنوات وللأسف كانت لديه معوقات للإنجاب حيث انه كأن يعانى من تشوهات فى الحيوانات المنوية وقلة عددها وتقول كان زوجى فاقد للأمل فلا يذهب إلى الطبيب ولا يواظب على أخذ الدواء وبسبب كثرة المشاكل تم الطلاق .
وتابعت : بعد سنة من الطلاق تزوجت مرة أخرى برجل لديه أبناء وبعد الزواج بفترة لم يحدث حمل فذهبت إلى الطبيب وطلب منى عمل تحاليل وأشعة بالصبغة وأجريت عملية منظار استكشافى لكى أعرف ما هو سبب عدم الإنجاب فاكتشف الأطباء أن الأنابيب لدى بها انسداد كامل وأن الحمل بصورة طبيعية شبه مستحيل ولابد من عمل حقن مجهرى لكى يحدث حمل.وأضافت : زوجى لا يريد إجراء هذه العملية لى بحجة أنني “غشيته” وأنى كنت أعرف أن لدى مشكلة فى الإنجاب ولم أخبره .
قد لا يقبل رجل أن يكتشف الناس أنه يعاني خطباً ما من ناحية الإنجاب، ذلك أنّه يعتبر الأمر متصلاً بكرامته ورجولته. وهنا نقول ان الرجل في الشرق لا يرضخ للأمر الواقع عندما يتعلّق الموضوع بالإنجاب والعقم والمشاكل الأخرى التي يعتبر مصدرها حكراً على المراة. فعوض البوح بحقيقة المشكلة، يفضّل من حيث يدري أو لا يدري أن يُلقي اللوم على زوجته، على أساس انها لا تستطيع أن تحمل. لذلك نجده يحاول التعويض بشتّى الطرق عن مشكلته هذه».نرى عموماً رجالاً يُلقون اللوم على المرأة ويرفضون حتى مجرّد التفكير في أنّهم هم سبب العثرة، فلا يخضعون لفحوص أو تشخيص على يد إختصاصيّ، أو رجالاً يفضّلون عدم الغوص في النقاش وتناسي الموضوع أصلاً والإبتعاد عن الإختلاط في المناسبات الإجتماعيّة أو حتى العائليّة، أو رجالاً يصطنعون مسافات وهوّة كبرى في العلاقة الزوجيّة هرباً من مواجهة الواقع الأليم، فيتشرذم رابط الزواج وتنطفئ شعلة الحبّ رويداً رويداً ويتّجه كلّ فرد في العلاقة إلى إهتمامات خارجيّة فرديّة بعيداً عن الشريك! وهذه المشاكل كلّها من شانها أن تسبب خلافات عائليّة وزوجيّة وإنقطاع مجرى الحياة الطبيعيّة. كما تؤثّر سلباً في العلاقات الإجتماعيّة وحتى في الأداء العمليّ، لأنها تُحيل المشكلة الصحية إلى أزمة نفسيّة.
من ناحية أخرى، قد يشعر الرجل بأنّه منتقص الرجولة أو غير كامل، لأنه غير قادر على منح زوجته ولداً، فيتولّد عنده شعور بالذنب تجاهها وتجاه الناس لأنه يشعر بأنّه خطأه هو، ولا داعي ليتحمّل الآخرون العواقب. فقد يلجأ أحياناً إمّا إلى الإبتعاد والهجر العاطفي وحتى الإنفصال، وإمّا يتحوّل إلى «عبد» ينفّذ الأوامر ويحاول بشتى الطرق أن يعوّض الأمر على زوجته مهما كان الثمن. وهذه عاقبة نفسيّة خطرة لأنها تحوّل الإنسان-الشريك المساوي للآخر إلى مجرّد أداة لتنفيذ الأوامر وإرضاء الرغبات، منتقصة من طبيعته الإنسانيّة وكرامته البشريّة».ولكن عبر الفحوص الدقيقة، يمكن الكشف عن مشاكل وأمراض قد تكون طفيفة أو خطرة. «قد يُصاب الرجل بأمراض خفيفة كمجموعة من الإلتهابات الخارجية التي تصيب الأعضاء التناسلية الخارجية مثل الفطريّات والأمراض الجرثومية العادية والأمراض المنقولة عبر العلاقة الحميمة والتي لا تشكّل خطراً مثل إلتهاب الإحليل العاديّ. كما قد تكون الأمراض أكثر خطورة لتشكّل حالة مرضية صعبة الشفاء أو مستعصية الشفاء في الوقت الحاضر، مثل إلتهابات الكبد الفيروسية، ومرض السيفيليس، ومرض الايدز والهيربيس». لذلك لا بدّ من مراقبة الصحة عند الرجل لمحاولة الكشف المبكر عن كلّ ما يمكن أن يصيبه ويؤذيه.وإنّ الحديث عن مفهوم صحّة الرجل الجنسيّة هو الخوص في مجال واسع يشتمل على خطيّن عريضين، ألا وهما مرحلة ما قبل المرض، والحالة المرضيّة.من الأمور المطلوبة، لا بل المثالية، أن يقصد الرجل عموماً طبيباً إختصاصياً من غير أن يكون مصاباً بمرض معيّن. لكن لا بدّ من الزيارة الروتينية التي تكشف ما يقضّ المضجع ويقلق البال، حتى لو لم توجد مشكلة. وإنطلاقاً من خبرتنا، نلاحظ أنّه عندما يقرّر الرجل أن يتوجه إلى الطبيب، فغالباً ما يكون السبب للإستفسار عن شيء يقلقه هو شخصياً، أو بغية الإستعلام عمّا يريد فهمه بعيداً عن المفاهيم الخاطئة لتجنّب السلبيّات. وتبقى أكثر المواضيع شيوعاً تفكير الشاب وتحليله لما قد سمعه أو محاولته تفسير ما يحصل معه في حياته الخاصة ولا يحصل له على تفسير مُرضٍ أو كافٍ».لمهم ان لا شيء بعيد عن العلاج في الطبّ. إذ بات من الممكن الخضوع لسلسلة من العلاجات للتمكّن من الإنجاب ومن تكوين عائلة وإستمراريّة النسل.
العقم ليس بعاهة أو وصمة عار، لكنه ببساطة حالة طبّيّة تستدعي العلاج، بعيداً عن المضاعفات النفسية وحالات الغضب والنقمة غير المبرّرة.إنّ صحّة الرجل الإنجابيّة شقّ أساسيّ لا يفكّر فيه معظم الشباب، ذلك أنهم يظنون انفسهم بمنأى عن الأمر. إلاّ أنّه موضوع متشعّب قد ينعكس سلباً على روتين الحياة أوّلاً، والحالة الجسدية ثانياً، والعلاقات الزوجية وحتى الإجتماعية.بعيداً عن الكرامة ومفهوم الرجولة الخاطئ في الشرق، على كلّ رجل أن يُقرّ بمشكلة اذا واجه عقبات في الإنجاب، إذ إنّ العقم مصدره أحياناً الرجل أيضاً، ولا يُلقى اللوم بكامله على المرأة
<واختم بهذا الدعاء>
-اللهم اني أسألك يا من في السماء والأرض عظمته، يا من في البحر عجائبه، يامن في الظلمات نوره، يا من في كل المخلوقات قدرته، أسألك بعظمتك وقدرتك ونورك أن تهب لي من لدنك ذرية طيبة انك سميع الدعاء- اللهم آمين..

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى