الكاتبة الصحفية: سحر حمزة - الإمارات العربية المتحدة - خاص بـ " وكالة أخبار المرأة "
شد أنتباه حامد الذي بلغ العاشرة من عمره ذلك الحوار الذي جرى بين والديه الجالسين على شرفة المنزل المطل على الحديقة الملآى بالزهور الجميلة ،فأنصت لهما وهما يتبادلان أطراف الحديث حول مفاتيح ذكرها الوالد قائلا: أملك مفاتيح السعادة التي يفتقدها الكثيرون ،فأقترب من النافذة وأنصت لهما من خلف الستارة ،وأضاف الوالد وحامد يستمع إليه :يا أم حامد هناك أمثلة كثيرة تعكس شعور الإنسان بالسعادة مشيرا إلى ما يشعر من سعادة تغمره كل يوم مضيفا يقوله : أننا بحمد الله تتحسن أوضاعنا بالحياة فنحن نحيا حياة مطمئنة مستقرة ،والأولاد بحمد لله يكبرون أمامنا ويتعلمون وينجحون كل عام في المدرسة .
ثم قال الوالد وأهم شيء أن مصدر سعادتي هو أنت حبيبتي زوجتي وحمد لله كثيرا لوجودك بحياتنا فسعادتنا تتجدد كل يوم برضي الله ، وتوفيقي بالحياة في أمور حياتي يأتي من إيماني القوي بالخالق وصلاتي تقربني إليه أكثر وباستمراري بأداء الفروض الخمسة يوميا والطاعة لأمر الله وابتعادي عن المعاصي والذنوب تشعرني هذه جميعها بسعادة غامرة.
كان حامد يهز رأسه وهو ينصت بتركيز شديد لحديث والديه لا سيما أن أمه كانت تثني وتردد حفظك الله أبا حامد رعاك الله ما شاء الله وتضيف أتمنى أن يصبح حامد مثلك حين يكبر ملتزما بالصلاة والعبادات والطاعة كي يوفق بحياته فيصبح رجلا مثلك ويتعلم شيئا جميلا بتوفيق من الله سبحانه .
أعجب حامد بحديث والدته عنه فخرج من باب الشرفة وقال لوالديه لقد سمعتكما تتحدثان عن مفاتيح السعادة والتوفيق بالحياة وأنا سعيد بكما ثم سأل : هل حقا يا أبي الصلاة والطاعة سببان للنجاح والتوفيق في الدنيا ؟
فقالت الوالدة : بالتأكيد يا ولدي فنحن والحمد لله مسلمون وصلاتنا وصدقنا مع أنفسنا طريقنا إلى التوفيق بحياتنا فلماذا لا تتعلم مثل أبيك أداء الصلاة.
فقال حامد لقد تعلمنا الصلاة في المدرسة سأذهب يا أبي لأصلي العصر ثم المغرب والعشاء مع أني نسيت الظهر والفجر وذهب وقتهما فقال الوالد سيسامحك الله بقضائهما.
أبتهج حامد كثيرا وشعر بالسرور والفرح الذي غمره ودخل غرفته وهو يستعيد ما تناوله الحوار بين والديه حول الصلاة وقال في نفسه أعوذ بالله من الشيطان الرجيم سأتوضأ فورا وأصلي كي يوفقني الله ،وذهب مسرعا إلى دورة المياه ثم توضأ مستغفرا ربه وأقام الصلاة التي تعلمها في المدرسة من معلمة التربية الإسلامية وبدأ يقرأ سورة الفاتحة وهو خاشع لله ثم آية قصيرة ثم ركع وسجد وأعاد الكرة أربعة مرات وهو يشعر بالسعادة في قلبه والبهجة تملأ صدره فرحا وتزيد سعادته وشعوره بالراحة والاطمئنان كلما صلى الفروض بالمسجد مع أبيه يوميا خاصة يوم الجمعة .
ومضت الأيام وحامد يداوم على الصلاة أعواما وأعوام إلى أن كبر وأصبح شابا رجلا دخل الجامعة وبدأ دراسة التكنولوجيا التي تحتاج منه تكريس جهوده كي يصبح مهندسا تقنيا في المستقبل.
وتعلم أن الناس تنس وهم يبدؤون بالكثير من الأعمال يوميا باجتهاد دون ذكر أسم الله قبل البدء بها ، ومهما حاول الجميع إقناعنا بغير ذلك فلن يفلحوا لإن مفتاح السعادة تبدأ كلمة السر الأقوى التي هي بسم الله التي تفتح كل الدروب المغلقة وهي سبب توفيقنا ونجاحنا بالحياة.