الطهر يعتبر مصطلح ذو معنى عميق في الإسلام، فهو رديف للنقاء والصفاء و هو مصطلح جدا هام بمدلولاته التي تربى عليها المسلمون مذ بزغ نور الوحي وربما لا أكون مبالغاً إذا قلت أن الطهر وكلمة اقرأ كانا متلازمين. باختصار لا يصور الإسلام إلا والطهر من أعمق مدلولاته. لذلك صار الطهر لصيقا بالمسلمين الأوائل وبسبب ملاصقة الطهر بهم فقد اطمأنت نفوسهم وسعدت أرواحهم وطارت في فضاءات الألطاف الربانية.
ومما يدل على ذلك حادثة الإفك التي باتت قصة تاريخية لا تنسى على مر السنين. فالسيدة عائشة هي الطهر ذاته وصفوان ابن المعطل طهر كله لذلك فإن المتابع لمجريات القصة يلحظ أن الحصان الرزان التقية النقية الصديقة بنت الصديق أمنا أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وأرضاها ما فكرت في الموضوع الذي نسج حوله المنافقين إفكهم وكذبهم حتى مجرد تفكير به ، وأن أشدت ما آلامها عندما سمعت بالخبر وهو مجرد الصمت على الأفاكين الكذابين.
فبمجرد معرفتها مرضت وصارت طريحة الفراش حتى نزل في شأنها قرآنا يتلى إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها قرآن فيه براءتها والبرهان على كونها الطهر ذاته وأن فتيات الدنيا إنما يتعلمن الطهر الذي عاقبته سعادة الدارين منها رضي الله عنها وأرضاها. قال تعالى :( إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم لكل امرئ منهم ما اكتسب من الإثم والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم. ...)إلى قوله تعالى (إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم). الآيات, من 11 حتى 26 من سورة النور. فالطهر أحبتي هو سر من أسرار السعادة والطمأنينة فحييا من أتسم به وعرفت شمائله وسلوكياته كدلالات عليه فلنعيشه في رحاب الإسلام جميعاً ونجشع الجميع على قراءة القرآن والتفكر به.