كان وما زال فنجان القهوة هو مصدر إلهامي كي أبدع في الكتابة للمقالات والحكايات وقصص التحدي وأسرد روايات الزمن الجميل ،هي القهوة رفيقتي الوفية لي في كل جلسة صباحية او ليلة أنس مع أسرتي ،القهوة في الحقيقة سلوى لتحديات الحياة وحين تكون معها نفس نارجيلة أو سيجارة تكون أكثر متعة وأكثر إلهاما وأكثر أنسا وألفة مع يقابلني في تناولها .
لم تكن أمي تدرك أن القهوة التي علمتني طريقة تحضيرها منذ الصغر ستكون أنيسة لي في كل جلساتي وهي التي كانت تقدمها لصديقاتها حين يتبادلن قراءة الرسومات التي تتشكل في قعر الفنجان بعد احتساءها ،والقهوة الآن أكثر شيء أموله في بيتي عند تسوقي وما زالت وحين منعني أحد الأطباء عن تناولها لتسببها بارتفاع الضغط أذعنت فترة واستعضت بتناول مشروب الشاي أو عصائر متنوعة ما بين الليمون والنعناع ولكن أدركت أنها جميعها لا تفعل فعل القهوة لإن القهوة سيدة موقفي في مجالات عدة في أساليب الضيافة وجلسات الود مع الأصدقاء والأهل وأدركت لاحقا أنها فعلا سيدة الضيافة في كل جلسة لهذا جعلها العرب أو ضيافة يستقبلون بها الضيف في بيوت الشعر في البيئة البدوية وما زالت كإحدى طقوس الضيافة العربية وهي عنوان للترحاب بالضيف .
ومع تدخل القهوة الغربية النسكافيه والكابتشيبنو وأنواع اللاتية وغيرها من المسميات العصرية لقهوة ينافسنا عليها الغرب في محاولة مني لأجاد فيها لذة أو نوعا من اللذة التي أعشقها حين أستنشق رائحة القهوة العربية وأما غيرها في فقط أضطر لأجامل الناس بها أحيانا كنوع من طقوس الحياة العصرية حين تتوجه دعوة ما لأحدهم على فنجان قهوة أي كان لكن تعودنا أن نحتسي القهوة العربية أو كما أسموها الآن في قواميس الضيافة القهوة التركية المقتبسة عن العربية مع فارق بسيط أن القهوة العربية البدوية مرة دون سكر و تعد بعد تحميسها على النار مع صوت سيمفونية المهباش الجميلة بتناغم تقليدي رائع في الصباح في بيوت شيخ القبيلة وبين أروقة مضارب العشيرة في البيئة البدوية .
للقهوة طقوس ضيافة خاصة عند العرب يستقبل بها الضيف وعند عرف أهل الشام قهوة تركية يعني نهاية الزيارة وضيافة الوداع ولكن طقوسها الحقيقية تبدأ مع بداية النهار وتفتيح الدماغ كي يواكب أجندة نهاره ويبدأ بالعمل في الصباح ،ونهاري يبدأ يوميا بفنجان قهوة وحبات التمر وسيجارة ودونها لا يمكن أن يكون يومي ناجحا مبتهجا بنهار يوم جديد .