نشرت "ناشونال إنترست" مقالاً للكاتب المتخصص في شؤون كوريا الشمالية غوردون تشانغ، رجح فيه اندلاع أزمة مع بيونغ يانغ في عيد الميلاد هذا العام، وقال: "بعد ساعات من تحذير الرئيس الأمركي دونالد ترامب لزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، رد المفاوض البارز كيم يونغ تشول عليه واصفاً إياه بـ "العجوز المتهور والطائش".
وجاء تحذير ترامب عبر تغريدة من جزءين، كيم على وشك اتخاذ خطوته التالية، ويبدو أنه سيرتكب خطأً، بحسب المقال.
وقبل ذلك بساعات، أعلنت كوريا الشمالية أنها أجرت "اختباراً مهماً جداً" في منشأة سوهاي لإطلاق الأقمار الاصطناعية، وأنها ستتراجع عن محادثات نزع الأسلحة النووية مع الولايات المتحدة.
وأضاف "تعود المسألة برمتها للولايات المتحدة لتحديد هدية عيد الميلاد التي ستختار الحصول عليها".
وبحسب المقال، أصبح الكوريون الشماليون متعجرفين بعد حصولهم على الأفضل من الولايات المتحدة، منذ أواسط أيار من السنة الماضية. واليوم يحاولون الضغط، لمعرفة إذا كان بإمكانهم الحصول على أكثر من ذلك. لكن فرض المزيد من الضغط سيكون سوء تقدير.
ويضيف المقال: "يظن كيم أن على ترامب المحاصر توقيع اتفاق، لإعادة انتخابه، لكن الديكتاتور الكوري الشمالي يبالغ في تقدير وضعيته بين الناخبين الأميركيين. وأطلقت الهتافات ضد ترامب في تجمع شعبي في مون تاونشيب ببنسيلفانيا في آذار 2018، حين أعلن اجتماعه مع كيم. ويضيف تشانغ أن على كيم تذكر قمة هانوي في شباط الماضي، فقبل القمة، أعرب العديد، إن لم يكن جميع المحللين، عن مخاوف من تقديم الولايات المتحدة الكثير من التنازلات للحصول على اتفاق. ولكن ترامب فاجأ كيم حين غادر طاولة المفاوضات بسبب إصرار الأخير على طلب رفع العقوبات. وعلى كيم ملاحظة أن المحللين وافقوا عموماً على مناورة ترامب الواقعية. وأوضح الكاتب أن كيم يبالغ في تقدير قوته لتحديد نتائج الانتخابات الرئاسية".
على بيونغ يانغ الانتباه عن كثب إلى المحادثات التجارية مع الصين. ويعتقد كل مراقب أن ترامب في حاجة لاتفاق مع بكين للحفاظ على قيمة أسواق الأسهم مرتفعةً، وإعطاء نفسه فرصة إعادة الانتخاب، لكن ترامب خالف توقعات الخبراء في جميع الأماكن ووقف بحزم في المحادثات المتوترة، رغم علمه بأن هذا الموقف سيتسبب في خسائر للأسواق المالية.
وفي 3 كانون الأول قال ترامب: "بطريقة ما، أحب فكرة الانتظار إلى ما بعد الانتخابات للاتفاق مع الصين" ما أدى إلى خسارة مؤشر داو جونز 458 نقطة عن إغلاق اليوم السابق.
وأشار تشانغ إلى أنه على الكوريين الشماليين القلق من سوء تقدير موقعهم، صحيح أنه منذ أواسط أيار 2018، لم يقدموا أي تنازل تقريباً بينما قدم ترامب الكثير من التنازلات. فعلى سبيل المثال، خرقت بيونغ يانغ حظر مجلس الأمن اإطلاق صواريخ، وتخصيب اليورانيوم، وتحديث مفاعل إنتاج البلوتونيوم في يونغبيون.
ولم يُحمل ترامب بيونغ يانغ كُلفة هذه التحركات. ودفع كيم، ترامب إلى تأجيل التدريبات العسكرية مع كوريا الجنوبية، بينما واصل الجيش الكوري الشمالي تدريباته في الشتاء والصيف. يجب على الكوريين الشماليين ألا ينسبوا النجاح الموقت لقوتهم، بل لتسامح ترامب.
ووضع الرئيس الأميركي سياسة ناجحة في أيار 2018 حين فرضت إدارته عقوبات شديدة.
وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن الولايات المتحدة نزلت بالتدفق المالي الدولي من السيولة على نظام كيم إلى النصف. وبطريقة غير مفاجئة، كان كيم، لا ترامب هو الذي تنازل قبل ذلك، ثم قرر ترامب تغيير المسار بمحاولة حض كيم على تسليم صواريخه، وأسلحته النووية.
وفي أيار 2018، لم تصنف وزارة الخزانة حوالي 36 شركة صينية وروسية وغيرها، استخدمها الكوريون الشماليون واجهة لتحريك الأموال حول العالم. وبرر ترامب ذلك في مجموعة الدول السبع في حزيران 2018 بقوله إنه أعطى كيم فرصة واحدة لنزع السلاح. لكن كيم لم يقابل حسن نية ترامب بمثلها.
وذكر تشانغ أن بإمكان كيم أخذ دروس من الرئيس الصيني شي جين بينغ. تساهل ترامب مع العديد من خطوات شي في 2017، إلى أوائل 2018.
ولكن الرئيس الصيني لم يستجب للمخاوف الأميركية، فضرب ترامب الصين في الأشهر الـ 18 التالية برسوم "الحرب التجارية" وفرض قيوداً على نقل التكنولوجيا، والملكيات الصينية، وغيرها. وفي أواخر الشهر الماضي، وقع ترامب قانونين تمقتهما الصين حول هونغ كونغ.
وحذر الكاتب من أن "رجل الصواريخ" لن يحب ما سيأتي. وأضاف "ستكون هنالك أزمة في نهاية السنة، لكنها أزمة ستفاجئ بيونغ يانغ، كل ما يحتاج كيم لفعله هو سؤال شي جين بينغ عما يحصل حين يشعر ترامب بالإحباط، ويفقد صبره".